بقلم /حسن حامد السيد نورالدين .
*تقديم :-
💢لم
يكن من المتوقع أن يتم تنصيب أبي أحمد نفسه رئيساً لإثيوبيا ؛لخمس سنوات ،في وقت
تشهد فيه المجازر والانتهاكات في خِضم هذه الصراعات .القادة الأفارقة يمتهنون
ثقافة العُنف ضد الشعب ،والانقلابات العسكرية ؛لذلك لا عجب أن يمتهن أبي أحمد
السلطة بفوهة البندقية لينجو به من السجن أو الاعتقال من قبل المعارضة ؛تنصيبه أتى
في أوقات حرجة تمر بها الشعوب الإثيوبية ،وأيده رؤساء دول وأخرون إمتنعوا .حضور
الرئيسين النيجيري محمد بخاري ،والرئيس السنغالي ماكي سالي لتنصيب رئيس مجلس
الوزراء وصمة عار في جبين القادة الأفارقة الذين يحبون سلطة الدولة ؛ويكرهون الشعب
؛لكن إمتناع خمسون دولة لحضور حفل التنصيب بمثابة عدم التأييد الإقليمي والدولي
ونتاج لعدم تكريس الفاشية؛إستنطاق الواقع دليل على قراءة المشهد السياسي في
إثيوبيا؛وتحولاته بين دول الجوار السودان ،إريتريا،جيبوتي ،الصومال ،كينيا،أبي
أحمد ليس مرغوباً في الغرب والأمم المتحدة ،كينيا هي الآن سيدة القرن الأفريقي .
💢أبي
أحمد السلطة والدولة كيف تقرأ المشهد؟!
الكل ربما يقرأ الأحداث وفق أمزجة المصالح ،ولم يراعوا قيمة الشعب
على الدولة والعكس بالمواطنة أبي أحمد طموحاته قد وصلت درجة فوق العادة وإدعاء
الإمبراطورية الجوفاء بالقتل والأطماع التوسعيّة بمعاونة أسياسي أفورقي ويسعى
دوماً لتثبيت عرش أبي أحمد تمرير أجنداته الإقليمية والدولية تجاه دول الجوار
؛الأمر الآخر يُريد أن يُخرج نفسه من عباءة الأمهرا ليظهر بوجهٍ جديد بقومية أخرى
ليس لها علاقة بالنسب الجغرافي والإثني لتسانده لخمس سنوات قادمات إلا أن لقومية
الأمهرا كطلاق بينونة صغرى لحين إشعار آخر ،القادة الأفارقة لا يشعرون بمعاناة
شعوبهم في القضايا المصيرية ،ربما سيتعرض إلي إغتيال في ظروف غامضة،وستصبح الدولة
منهارة وتفكك وتشظي بظهور دويلات جديدة «التِغراي ،أروميا،بني شنقول » .
💢صعوبة
الحلول في الملفات الإقليمية والدولية.
تُعاني بعض الدول من المياة النقية العذبة ؛مما جعل ملف سد النهضة
بعيون دولية ،ولا تنفصل عن ما يجري في إثيوبيا من إنقسامات وحروب إلا لهذا الملف
الشائك بين الدول الثلاث «مصر،السودان،إثيوبيا » مصر تنظر لإثيوبيا في هذا المِلف
بالمتسلط عليها لعدم الإعتراف بها في تقاسم المياة وفق الإتفاقيات القديمة في ظل
الإستعمار 1959م ،وإثيوبيا تنظر لنفسها كالفتاة الحسناء في عز عنفونها وكينونتها
لا تعترف بالإتفاقيات القديمة بحجة أنها إستعمارية ، أما السودان حججه مقنعة
بمخاطر السد على السودان وعلى الشعوب المتشاطئة على النيل الأزرق والخرطوم ،مرتبطة
بالقانون الدولي ،لا يمكن لأية دولة أن تقيم مشروع نهضوي ضد دولة جارة ،لابد من
دراسة المخاطر البيئية والإقتصادية ،والسياسية .
💢إثيوبيا
ونظرة المجتمع والدولي عن ما يجري التِغرآي
إثيوبيا آيلة للسقوط وقابلة للإنفجار العظيم رغم مسرحيته بالتنصيب
الجديد لخمس سنوات إلا أنها ستصاب بمجاعة كُبرى ؛وإنهيار كامل ،ورفضه بفتح معابر
للمساعدات الإنسانية للإقليم الشمالي «التِغرآي» جعلته نكراء لدى المجتمع الدولي
والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومجلس الأمن؛الأمر خطير جداً أبي أحمد ربما يتم
محاكمته في لاهاي ،وأصبح مجرم حرب بالغلو والتطرف ضد المواطنين العُزل ،من كرسي
الحكم الملطخ بدماء الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ،ربما إذا إستمر أبي أحمد
بمفهوم الإقصاء والتطهير العِرقي ،سيتدخل الأمم المتحدة بالبند السابع «التدخل
العسكري لحسم جدل الصراع »بين مكونيين كبيرين في إثيوبيا من حيث التكوين والنشأة
تلك هي السيناريوهات المتوقعة .
💢الاستنتاجات
والتوقعات .
من خلال الصعود المُزيّن بالانقلاب على الشعب والسقوط المدوي
؛سيزيد من تصاعد العمليات العسكرية في الإقليم الشمالي وبني شنقول والأمر محتمل
لتثبيت عرشه ومملكته الجديدة ،بمساعدة دول المحاور سراً وعلانية ،والحروب أصبحت
محتملة من جديد ،لتشمل دول الجوار ،أرجو أن لاتصاب عملاء السفارات ولاعقي حذاء
رؤساء الدول بانسداد الأفق لحل المشكلات الراهنة .
نأمل كل الخير والله المستعان .
الأثنين الموافق 4/10/2021
0 تعليقات