علي الأصولي
الأصل الأصيل في القرآن الكريم هو عدم التحريف - زيادة ونقيصة -
وهذا القول عليه كبار علماء الإمامية كالشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي
في - التبيان - والشيخ الصدوق والشيخ الطبرسي. والسيد ابن طاووس والعلامة الحلي
والمحقق الاردبيلي والقاضي نور الله التستري والشيخ البهائي والفيض الكاشاني والحر
العاملي والشيخ جعفر كاشف الغطاء والحجة محمد جواد البلاغي والسيد محسن الأمين
العاملي ولشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد الفقيه اليزدي كما في - العروة الوثقى
- والسيد شرف الدين العاملي وابو الحسن الشعراني والعلامة الطباطبائي والسيد حسين
البروجردي والسيد الحكيم والسيد محمد هادي الميلاني والسيد الخميني والسيد الخوئي
بل وكل المعاصرين هذا هو رأيهم ومختارهم.
نعم: بعض محدثي الشيعة ذهبوا إلى مقولة التحريف وهو خطأ فاحش.
فالكلام عن مقولة التحريف غير ناهضة وأدلة عدم التحريف أولها:
إمضاء أمير المؤمنين(ع) ما جمعه عثمان في مصحف وأحد.
ثانيها: قوله تعالى(إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9/
والمراد من لفظ - الذكر - القرآن - وضمير (له) لا يرجع للنبي(ص) مع وجود المرجع
الحاضر. يعني مع وجود المرجع الحاضر لا يصار الإرجاع للمرجع الغائب.
ثالثها: قوله تعالى( أنه كتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تتزيل من حكيم حميد) فصلت 41 - 42 - / ولو كان محرفا لاتاه الباطل.
رابعا: قوله تعالى(إنا علينا جمعه وقرانه) القيامة 17/ ولو كان
محرفا لما قال (وإذا قرئناه فاتبع قرانه) و (ثم علينا بيانه)
خامسا: حديث عدم الافتراق كاشف عدم التفريق والتلاعب وإذا كان
محرفا للنتقض الغرض.
سادسا: أوامر أهل العصمة بلزوم عرض الرواية على القرآن الكريم
كاشفة على عدم تحريف القرآن.
سابعا: بيانات أهل العصمة ولزوم العمل بالقرآن الكريم الدال على
عدم التحريف.
ثامنا: مقولة الإعجاز تخرم أو تنخرم إذا اجتمعت مع مقولة التحريف
ثامنا: لازم التحريف سقوط حجية أصل القرآن الكريم وهذا أصل لا
يلتزم به احد.
تاسعا: وجوب قراءة الفاتحة وسورة في الصلاة فتوى ونصا ومع القول
بالتحريف لا يجتمع الوجوب لاحتمالية قراءة ما ليس بقرآن.
عاشرا: لازم القول بالتحريف عدم إمكان قراءة سورة محتملة بالتحريف
ولا يمكن اعتبارها مجزية - لأن الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني - فالترخيص
دليل عدم التحريف.
الحادي عشر: دليل التواتر على كون القرآن الكريم نقل وقرأ مجموعا
بسوره وآياته يدا بيد من نزوله لحد يوم الناس هذا.
الثاني عشر: الاهتمام بالقرآن الكريم كان من ضمن وظيفة الرسالة
والرسول(ص) والحفاظ عليه من التزوير من وظيفة أئمة الدين(ع) ومع القول بتحريفه
فهذا تقصير عن الوظيفة وحاشاهم.
المتحصل: أنا أؤمن وأعتقد بأن القرآن الكريم الموجود بأيدينا هو
كلام الله عز وجل بلا نقيصة أو زيادة. وعليه عقدت جملة من المقالات بالرد على -
شبهة القرآن البعدي - فلا أرى في القرآن الكريم إلا ما يراه أكابر المحققين من
علماء المذهب.
نعم: لا أؤمن بأن القراءات المشهورة هي من القرآن الكريم بل هي محل
اجتهادات فحسب.
وعليه كانت كتاباتي ودروسي
وهو مختار المحقق الخوئي وغيره.
لأن لازم القول بأن القراءة قرآن لازمها التحريف والتعارض
والتكاذب. وهذا لازم ينبغي عدم إغفاله بحال من الأحوال. مع اعتقادنا أن قراءة
القراء لا تعني قراءة المعصوم وإن وجد فيها تطابق ففي الجملة لا بالجملة. وعليه
كتب هذا المقال لدفع توهم ربما يتصور من خلال الدروس والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات