آخر الأخبار

أزمة المسلمين مع القرآن (2)






محمود جابر

 

حينما يقول الله تعالى فى كتابه (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) البقرة 2.

 

ثم وصفه نفس الكتاب بأنه (كتاب أحكمت آياته} (هود 1)

 

فالكتاب – بال المعرفة – الذى لا شك ولا هنة ولا ظنة ولا شك فيه، والذى احكم الله تعالى آياته، يكذب كل الروايات مرسلة او آحاد أو ضعيفة أو حتى صحيحة تتحدث عن جمع ونقص واختلاف فى الآيات وادعاء ان سورة كذا كانت اكبر من سورة كذا وان آيات القرآن التى فى أيدينا غير التى كانت زمن كذا، وان هذا الرسم غير ذلك الرسم، الله يخاطب عقلاء القوم والمؤمنين بان الكتاب لا رسب فيه وحين يتحدث عن الكتاب لا يقصد الزمكان الذى كان ولكن يقصد الكتاب على الإطلاق فى هذا الزمان وتلك والزمن القادم إلى ان يشاء تعالى .

 

ثم تأتى سورة يونس كاشفه فى آياتها (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) يونس

 

ما كان لهذا القرآن ان يفترى أو يفترى عليه أو ان يعبث فيه عابث أو يزيد فيه زائدة لأنه كتاب لا ريب فيه،وكل من يقول غير ذلك أو يصدق أن الحجاج او غير الحجاج او من أتى بعده او قبله فعل ذلك فهو حتما غير مؤمن بالكتاب .


ولأنه من رب العالمين، وهو يرد دعاوى القوم بالجمع والزيادة والنقصان وانه القران كان سماعيا، ولم يدون وأن الزيادة او العكس حدثت فى التدوين أو كل هذه الترهات العجيبة الغريبة التى يرد القرآن بها عن نفسه، ولانه لو كان فيه نقص وقت ما سوف يكون فىه زيادة فى وقت آخر، حتى نرى فى ايد المسلمين مئات النسخ الأصلية والقديمة والمنقحة والمصححة كما نجد فى كتب آخرى، ولان الله تعالى تحدى بان ياتى أحدا بمثله بسورة أو أية أو حرف ولكن الله تعالى يعجز الجميع عن أن يفعلون او يدخلون فى كتابه ماليس فيه أو يأخذوا منه حرفا فينقص كل هذا من الأمور المستحيلة .... وكل من يدعى ذلك فهو من المفسدين الكاذبين الذين هم موتى لا يسمعون .

 

وحين نتأمل فى آيات سورة الرعد (تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} الرعد .

 

فكما وصف الله نفسه بأنه الحق وصف نزولها وتمامها بأنها حق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون، ولان الكتب هدى للمتقين .

 

والجواب القاطع ما جاء فى سورة فاطر {والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقاً لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير} (فاطر 31).

 

هنا أعطى الله تعالى الجواب القاطع بأن الحق هو ( الكتاب)، وأن الحق جاء معرفاً أي أن الحقيقة الموضوعية بأكملها غير منقوصة “الحقيقة المطلقة” موجودة في الكتاب ، حيث أنه في الكتاب توجد الآيات المحكمات “آيات الرسالة” ولا يستطيع كائن من كان أن يلحد فى كتابه أو يبدل كلماته ....



وللحديث بقيه



أزمة المسلمين مع القرآن



 

إرسال تعليق

0 تعليقات