علي الأصولي
بين القراءة والقرآن آراء ثلاثة:
١) الأصل كون القرآن غير القراءة وهذا يعني اعتبار القرآن
والقراءات حقيقتين متغايرتين. وهو ما عليه محمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة
(٧٩٤) هجرية في كتابه - البرهان -
وتبعه القسطلاني كما في كتابه - لطائف الإشارات - ومن المعاصرين
دكتور صبحي الصالح في - مباحث في علوم القرآن - ومن الإمامية السيد الخوئي كما في
- البيان –
٢) رأي آخر وهو إذا توفرت القراءة على الشروط الصحيحة - صحة سند
وموفقة العربية ومطابقة الرسم فهي قران. وهو رأي جمهورهم.
٣) اعتبار كل قراءة قرانا حتى الشاذة. وهو رأي ابن دقيق العيد.
( أ ) دليل الخوئي: احتمالية خطأ واشتباه القراء السبعة وعدم دليل
شرعي أو عقلي بالتزام المعين بالخصوص التالي لم نؤمر الا باتباع العلم.
مناقشة العلامة الفضلي للخوئي: كما في كتابه - القراءة والقراءات -
بما حاصله: أن القراءة السبعية ليست آحادا بل هي متواترة أو مستفيضة والعلم من
لوازم التواتر والاستفاضة. وحتى مع فرض آحادها فاحتمال الغلط والاشتباه في الراوي
لا يمنع من الأخذ بروايته إذا كان ثقة وإلا لبطلت كل روايات الآحاد وتعطلت السنة
لأنه ما من راو إلا ويحتمل فيه الغلط والاشتباه لأنه ليس بمعصوم. انتهى.
أقول: يحاول المرحوم الفضلي مقايسة الرواة بأهل الاجتهاد واحتمال
الخطأ فيهم الذي لا يمنع والرجوع إليهم. بل الرجوع إليهم رجوع غير المختص للمختص
في مجال تخصصهم.
وفيه: الكلام ليس بفرض رجوع غير المختص للمختص ولا بفرض ضرورة عصمة
القارئ والراوي. بل الكلام في اعتبار أصل القراءة من القرآن. وهذا خلط وقع فيه
العلامة الفضلي ظاهر بين.
( ب ) يدعي الفضلي: أن اختلاف القراء تبعا للقراءة النبوية التي قُرئت
بإشرافه (ص)
ويرد عليه: بالعلم الإجمالي لوجود قراءة صدرت منه (ص) وهذا يعني
سقوط الأخريات وبعد السقوط نرجع للأصول اللفظية والعملية.
( ج ) قال: الفضلي: الإشكال سار على نفس أحاديث النبي (ص).
أقول: وفيه نرجع للأصول اللفظية والعملية. ويحل العلم الإجمالي إلى
علم تفصيلي.
( ح) أشكل الفضلي: إن لازم العلم الإجمالي - عند من لم ير وجها
لحله - أما الاحتياط بقراءة جميع القراءات في الفاتحة في الصلاة.
لأن اختيار بعضها لا بفرغ ذمة المكلف مما اشتغلت به يقينا. وهو
وجوب قراءة الفاتحة وأما طرح القراءات جميعها وعند ذلك ماذا يقرأ بالصلاة وهي
واجبة عليه بقول واحد عند جميع المسلمين. ولا قائل بالطرح كما لا قائل بلوزم
الاحتياط.
وفيه: بيان المعصوم كاف بحل المشكل ومفاده - اقرؤوا كما يقرأ الناس
- أقروا كما علمتم –
( د ) قال الفضلي: هذه النصوص دليل على اعتبار القراءات المعروفة
زمنهم قرآنا. وإلا لما أمروا بقراءتها ..
وبرد عليه: ما أفاد الفضلي اجبنا عليه بالبحث الأصولي. فالأمر
بالقراءة لا يلزم قرآنيتها ..
( ز ) قال الفضلي: ان حديث جاء في سنده سالم بن ابي سلمه وهو ضعيف
كما قال الشيخ محمد طه نجف في إتقان المقال : سالم بن أبي سلمه الكندي السجستاني
حديثه ليس بالنقي وإن كنا لا نعرف منه إلا خيرا ..
أقول: فكيف حاول الفضلي الاحتجاج بحديث ضعيف. واعتبار القراءات من
القرآن؟!
مناقشة رجالية: قال النجاشي محمد بن سالم بن ابي سلمه الكندي
السجستاني له كتاب وهو كتاب أبيه رواه عنه. وقال: لا نعرف منه الا خيرا. بعد ان
قال حديثه ليس بالنقي.
قال الوحيد البهبهاني المستفاد منه لا نعلم منه إلا خيرا حسن حاله
ولا يقدح عدم انتقاء حديثه واختلاط أحاديثه.
قال ابن الغضائري محمد بن سالم بن ابي سلمه الكندي السجستاني يروي
عن أبيه في حديثه ضعف.
إذن: له كتاب غايته ليس له بل لأبيه. ولم يرد فيه توثيق غير ان ابن
الغضائري ضعفه.
قال الفضلي: والذين احتجوا به من فقهاء الإمامية استندوا الى جبر
عمل الأصحاب لضعفه. وهذا ليس من منهج السيد الخوئي حسبنما يذكره في محاضراته
الأصولية.
والذي احسبه قويا أن الحديث المذكور جاء لإبعاد أهل البيت ع من
التعصب لقراءة بعينها.
أقول: ما حسبه الفضلي تبرع لا شاهد له.
بالتالي: على من اعتبر القراءت قرآنا ان بحل معضلة بعض القراءات
مثلا: وانظر إلى العظام كيف ننشزها - بالزاء بقراءة أخرى - ننشرها - بالراء. (اختلاف
الحروف وبقاء الصورة )
وقوله (وطلح منضود) قرء (وطلع منضود) (اختلاف الحروف وتغيير المعنى
وتغيير الصورة)
وقوله('وجاءت سكرة الموت بالحق) قرؤوها (وجاءت سكرة الحق بالموت) (اختلاف
بالتقديم والتأخير) وغيرها من الأمثلة التي عجت بها المصادر من هذا القبيل.
مرجعية أسباب الاختلاف
١ اختلاف قراءات النبي!!
٢ اختلاف تقريرات النبي!! وهو رأي الفضلي!!!
٣ اختلاف روايات الصحابة
٤ اختلاف اللغات أو اللهجات.
عودة على ذي بدء:
محمد بن يحيى (العطار) عن محمد بن الحسين(بن أبي الخطاب) عن عبد
الرحمن بن ابي هاشم عن سالم بن سلمة قال قرأ رجل على ابي عبد الله ع وانا أستمع له
حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس فقال أبو عبد الله(ع) كف عن هذه القراءة واقرأ
كما يقرا الناس حتى يقوم قائمنا فإذا قام القائم عج قرأ كتاب الله على حده واخرج
المصحف الذي كتبه علي (ع) ..
الحر العاملي في الفصول المهمة في أصول الأئمة نقلها عن عبد الرحمن
بن ابي هاشم عن سالم ابي سلمه ..
ورواها الصفار عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن عبد الرحمن(بن
محمد) بن ابي هاشم البزاز(ثقة ثقة جليل من أصحابنا) عن سالم بن ابي سلمة وهو ابو
خديجة انتهى: (ولذا قالوا) وقع الطوسي باشتباه كون ان أبا سلمة كنية لابي خديجة لا
لأبيه. كما صرح النجاشي والبرقي والكشي وابن قولويه في كامل الزيارات -
وهكذا الأمر في طريق الصدوق أيضا(عن عبد الرحمن بن ابي هاشم عن ابي
خديجة سالم بن مكرم الجمال ) وهكذا أيضا في الروايات من قبيل اخبرنا عبد الرحمن بن
ابي هاشم عن ابي خديجة قال قال ابو عبد الله ... ولم يرو عنه عبد الرحمن بن ابي
نجران والأمر واضح .. وبناءا على هذا السند يكون السند صحيحا.
بعبارة أخرى: رواية سالم بن سلمة المذكورة في الوسائل سالم ابي
سلمة وفي الكافي ذكر سالم بن سلمة .. فإن سالم ابي سلمة بن مكرم ثقة وهو الذي ذكره
في الوسائل. اما في الكافي سالم بن سلمة وهذه الرواية لم يروها الكليني فقط بل
رواه الصفار في بصائر الدرجات عن هاشم عن سالم بن ابي سلمة. وسالم بن سلمة هو ابو
خديجة الرواجني الكوفي مولى من أصحاب الصادق اي هو حسن الحال.
عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن
جندب(كان ثقة عائدا وكيلا للامامين الكاظم والرضا رفيع المنزلة) عن سفيان بن السمط
(يمكن توثيقه لرواية ابن ابي عمير عنه بسند صحيح) قال سألت ابا عبد الله (ع) عن
تنزيل القران؟ قال: أقروا كما علمتم) مصححة سندا.
0 تعليقات