الباحث/ خالد محمد حامد خير
عقيق:
يُطلق على الميناء السوداني الواقع في الساحل الغربي من البحر
الأحمر و هو محاذ للميناء المسمى كذلك بالساحل الشرقي لليمن، و تقع بالقرب من
ميناء عقيق عدة جزر مثل باكياي و ابن عباس و فرجيني و درباب و تلاتالا الكبرى و
الصغرى و حرواريت ..الخ و تسمى جميع هذه الجزر بجزر الريح و هي تمثل حواجز طبيعية
ضد الرياح.
الموقع:
يقع ميناء بطليموس ثيرون (عقيق) جنوب ولاية البحر الأحمر تحديداً
بجنوب طوكر على بُعد 160 ميلا من بورتسودان. ويذكر المؤرخ وعالم الجغرافيا
الاغريقى استرابو أن ميناء بطليموس ثيرون يقع جنوب "نهر استابروس"
الموسمي الجريان و الذي يقصد به "خور بركة".
المناخ:
مناخ البحر الأبيض المتوسط.
التسمية:
كلمة عقيق بالعربية تعني المنطقة التي شقها أو عقها السيل و هذا
الوصف ينطبق على جغرافية المنطقة حيث تتدفق مياه نهر بركة في أودية عقيق و تصب هذه
المياه في البحر.
تاريخ ميناء بطليموس ثيرون (ميناء عقيق):
ذكر الباحث البريطاني (كروفوت) في بحثه القيّم (بعض موانيء البحر
الأحمر في السودان الإنجليزي المصري - 1911م) الذي نُشر في مجلة السودان في رسائل
و مدونات أن التجارة في هذا الميناء كانت قبل فترة زمنية بعيدة حتى قبل بعثة
الملكة المصرية " حتشبسوت" و ربما قبل الأسر المصرية الأولى، و لكن أول
من أرّخ لهذا الميناء في سجلات التاريخ هم الإغريق (البطالسة) حيث اهتموا بهذا
الساحل و تركوا تقاريراً مفصّلة عن مشاريعهم التجارية.
في القرن الثالث الميلادي كان البطالسة حكاماً على مصر وواجه
قائدهم الأسكندر الأكبر في السنين الأولى من حكمه جيوش المملكة السلوقية التي
تقاتل بالأفيال، و في عهد بطليموس الثاني "بطليموس فيلادلفوس" فكّر في
التسلّح بنفس سلاح أعدائه فقام بارسال البعثات إلى ساحل البحر الأحمر و كان قائد
هذه البعثة هو "بطليموس ثيرون" فاختار موقع عقيق الحالي و سمّاه باسمه.
و بُنيّ ميناء بطليموس ثيرون (عقيق) في العام 270 قبل الميلاد على يد المهندس
"أميداس". و بالفعل تم تصدير الأفيال إلى مصر عبر ميناء عقيق، و هكذا تم
إنشاء قاعدة بحرية لتصدير الأفيال الحية و أُسست علاقات طيبة بين البطالسة و
السكان المحليين للميناء، و بعد ذلك أصبح ميناء بطليموس ثيرون (عقيق) أكثر من مجرد
ميناء لتصدير الأفيال بل استمر لقرون عديدة كمركز رئيسي للتجارة بين برنيس
(الميناء المصري القديم) و منطقة مصوع الحالية.
في القرن الأول الميلادي زار مؤلف كتاب "الطواف حول البحر
الاريثري" هذه المنطقة ووصف بطليموس ثيرون بأنها ميناء و مدينة تجارية و أن
العاج يأتي منها.
أشتهر ميناء عقيق كمركز للتجارة حيث كان يصدر الأفيال و العاج و
السمن العقيقي و العسل.. الخ و يستورد الأقمشة و العطور و الخرز و الكهرمان و
الأرز و غيرها من المنتجات، و كان التعامل التجاري بالمقايضة (أي السلعة مقابل
السلعة) و هي المرحلة التي سبقت استعمال العملات.
و أعطى مؤلف "الطواف حول البحر الاريثري" مؤشرات بأن
التجارة كانت بين شواطيء البحر الأحمر و مصر و الهند، و استمر ميناء عقيق كمركز
تجاري في عصر الرومان و مملكة أكسوم حتى مرحلة دخول الإسلام.
مميزات ميناء عقيق و مستقبله:
تتوفر بميناء عقيق المقومات و الخصائص الطبيعية و يتميز بأنه يقع
على مدخل اهم الطرق الملاحية الرئيسية بالعالم. إلا انه عانى من التجاهل و الاهمال
في التاريخ الحديث و نعتقد لقد حان الوقت لإعاده بنائه و تطويره ليعود إلى سيرته
الأولى و في ذلك فائدة عظيمة للوطن.
المصادر و المراجع:
محمد صالح ضرار: تاريخ سواكن و البحر الأحمر.
كروفوت: مجلة السودان في رسائل و مدونات، 1911 - بعض موانيء البحر
الأحمر في السودان الإنجليزي المصري (ترجمة أ. محمد سعيد آدم).
مركز إنشنت للثقافة والمعرفة
0 تعليقات