عز الدين البغدادي
نتائج الانتخابات الصادمة لكثير من القوى السياسية والمراقبين زادت
التوتر بين قطبين ووسعت الفجوة بينهما: أحدهما تيار منتصر انتخابيا علاقته ليست
جيدة مع إيران، وتيار آخر موال لإيران انكسر سياسيا.
علاقة السيد الصدر مع إيران ليس جيدة والخلاف بينهما واضح وعميق،
لكن من جهة أخرى فإن إيران لا يمكن أن تتنازل عن مصالحها في العراق لأن العراق
وبكل بساطة يمثل رئة إيران، وبالتالي فإن أي محاولة لتقليل نفوذها يعتبر تجاوزا
على الخطوط الحمر، وهذه الإشكالية هي التي ستحدد اتجاه العملية السياسية في
المستقبل القريب.
هنا احتمالان فإذا حاول المالكي أن يشكل تحالفا عريض القاعدة
مستفيدا من فتوى المحكمة الاتحادية الشهيرة بشأن تفسير "الكتلة الأكبر"
فسنكون أمام وضع صعب، فالتيار الصدري ليس أياد علاوي ليفرض عليه خيار كهذا.
أما إذا أدار السيد الصدر لحلفاء إيران وتحالف مع بعض القوى (تقدم،
الديمقراطي الكردستاني) لتشكيل حكومته، فإن هذا ما لا يمكن أن ترضى به الفصائل لا
سيما مع ملاحظة كلمته القوية التي تحدث فيها عن السلاح المنفلت، وبالتالي فإن هذا
يمكن ان يؤدي الى نتائج خطيرة تصل حد الصدام لا سامح الله.
وللخروج من هذين الاحتمالين، سيكون هناك حل ثالث محتمل، وهو أن
يدخل السيد الصدر في اتفاق مع المالكي لتشكيل الحكومة بحسب اعتبارات الواقع
السياسي ويكون في هذا نوع من الترضية لإيران، وإن كان من غير المؤكد أن هذا
سيرضيها لأن إيران تعرف أن المالكي ليس مواليا تماما، فهو يلجأ إليها وإلى الفصائل
إذا أحس بضعفه وأما إذا شعر بالقوة فسيكون تأثيرها أقل وولاؤه لها أقل.
باختصار نتائج الانتخابات لن تكون النهائية في تقرير الواقع
السياسي، بل ستكون البداية فقط، وعلينا أن نكون مستعدين لأسوأ النتائج.
حفظ الله العراق وأهله
0 تعليقات