آخر الأخبار

ميناء بطليموس ثيرون ( ميناء عقيق) الجزء الثانى

 

 


 

الباحث: خالد محمد حامد خير

 

 

 

التجارة في عقيق:

 

كان ميناء عقيق منذ أقدم الأزمنة يمثل حلقة الوصل بين بلاد العرب ووادي النيل و المرتفعات الإثيوبية، و قد دلت المكتشفات الأثرية الحديثة على انخراط سكان الساحل الجنوبي للبحر الأحمر في النشاط التجاري الداخلي و الخارجي منذ الألف الثاني قبل الميلاد ، كما أشار الآثاري الإيطالي "مانزو" أن بلاد البجة الجنوبية كانت هي بلاد بونت الجميلة أو جزءاً منها. ارتبطت لغتهم "تجرايت" بالتجارة فلفظة تجرايت مشتقة من التجارة.

 

كان يُصدّر عبر ميناء عقيق: الذرة والدخن و الطيور وريش النعام و الصمغ والجلود والسمن العقيقى والعسل وقواقع السلاحف والأفيال والعاج والرقيق عبر الجزر.

 

أما الاستيراد فكان يحتوي على: العطور التي كانت تُجلب من الهند خاصة المسك و العنبر و الكافور و الصندل فضلا عن الأقمشة و الملابس الرجالية و النسائية كالشاش الهندي (عمامة رجالية) و الفوطة الهندية (ثوب نسائي)، و الكرب البنقالي و الدمور الأسباني و الأرز الشامي و التمر المحلّاوي و هو أجود أنواع تمر البصرة والأواني الصينية والذهب والفضة والخرز واليسر والحرير والخمور الأفرنجية و غيرها من بضائع أهل اليمن و الحجاز والشام ومصر والصومال.

 

أدّى هذا النشاط التجاري إلى خلق مجتمع مزدهر إقتصادياً و متحضر ثقافياً ومتواصل مع الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة.

 

السفن التجارية بعقيق:

 

كانت ترسو بها السفن الشراعية الكبيرة أشهرها «غنجة سواكن» تتبع لمحمد بك الشناوي وقد دُمرت في رأس عسيس إحدى مراسي عقيق، وسفينة «القُمري» و «الشاذلية» و تتبع أيضاً للشناوي، وسفينة «الواقف» وهي من سفن جدة أوقفها صاحبها للسباق و «المحروسة» و «المتوكل» و «غنجت شاه بندر» من الهند، كان يقام احتفال لسباق السفن في كل من سواكن وجزيرة باكياي بعقيق.

 

ومن مشاهير النواخيد (الربابين): علي داكلا و محمد بحراي وصالح بحراي وكانوا خبراء في المراسي والأنواء والسير في الظلام الدامس بين المحيط الهندي والخليج الفارسي، ولأهل عقيق معرفة تامة بالبحار و السفن الشراعية و مراسي جدة ومصوع واليمن وينبع ولهم حوادث وحكايات كثيرة تتعلق بالبحر.

 

الرحالة والمستكشفون الذين زاروا عقيق:

 

أقدم الرحالة والمستكشفون الذين زاروا عقيق و كتبوا عنها هم الأغريق مثل (سترابو) و مؤلف كتاب الطواف حول البحر الإريثري، كما زارها بعض الرحالة العرب مثل أبو عبد الله الطنجي المشهور بابن بطوطة سنة 725 هـ - 1324م، و أيضاً زارها حميد بن منصور من أهالي ينبع أحد جهابذة البحر.

 

المصادر والمراجع:

 

المؤرخ محمد صالح ضرار: (كتاب اريخ سواكن و البحر الأحمر).

الآثاري مانزو: دراسة أثرية عن شرق السودان بعنوان (منطقة ما بين النيل والبحر الأحمر).

أ.خالد محمد حامد خير: ورقة بحثية بعنوان (بحر عقيق).

#مركز_إنشنت_للثقافة_والمعرفة

 

إرسال تعليق

0 تعليقات