آخر الأخبار

عدم كراهة السفر والتزويج والقمر في العقرب أو المحاق ولا في كوامل الشهر

 



 

حيدر حبّ الله

 

الثلاثاء 2 ـ 11 ـ 2021م

 

 

يرى الكثير من الفقهاء أنّه يكره السفر، وكذلك يكره إيقاع عقد الزواج، والقمر في برج العقرب، أو في المحاق (آخر ليلتين أو ثلاث تقريباً من كلّ شهر قمري)، وذكر بعضهم كراهة الجماع في المحاق، كما ذكروا أنّه يكره عقد الزواج في الأيّام المنحوسة من الشهر، والمعروفة باسم (الكوامل)، وعيّنها بعضهم بأنّها: اليوم الثالث، والخامس، والثالث عشر، والسادس عشر، والحادي والعشرون، والرابع والعشرون، والخامس والعشرون من كلّ شهر.

 

 وثمّة من يعتبر أنّ هذه المقولات التي ترى وجود تأثيرات تكوينيّة للزواج في برج العقرب أو للسفر والقمر في المحاق وغير ذلك، كانت موجودة في الثقافات والعقائد الفلكية والنجوميّة قبل الإسلام.

 

ويعمل الكثير من المتديّنين بهذا الأمر في بعض المجتمعات، الأمر الذي يعني تجنّبهم إجراء عقود الزواج في عدّة أيّام من كلّ شهر تقريباً، الأمر الذي يتوقّع أن يشكّل ظاهرةً اجتماعيّة.

 

والذي توصّلتُ إليه ـ بنظري القاصر ـ هو عدم ثبوت كراهة السفر ولا التزويج ولا الجماع والقمر في برج العقرب أو في المحاق؛ إذ عمدة الدليل هنا روايتان أو ثلاث ضعيفة الإسناد، بل يمكن أن يناقش في أصل وجود دلالة فيها على تأسيس حكمٍ شرعي وديني. أمّا كراهة الزواج في (كوامل الشهر) فدليله ضعيفٌ جداً، حتى أنّ بعض الفقهاء لم يذكره أصلاً.

 

ولعلّ معتمد الكثير من الفقهاء هنا هو قاعدة التسامح في أدلّة السنن، وهي غير ثابتة، ولهذا اعتبر السيد الخوئي في بعض استفتاءاته أنّ العمل بهذه المكروهات إنّما هو من باب رجاء المطلوبيّة، لا من باب ثبوت الكراهة.

إرسال تعليق

0 تعليقات