عبدالقادرالحيمي
25 نوفمبر 2021
يشكك المراقبين المختصين بالشأن الاثيوبى فى صحة المعلومات عن إعلان
آبى أحمد توجهه لقيادة المواجهات العسكرية من الخطوط الأمامية ضد قوات دفاع
التقراى وقوات جيش تحرير اوروميا وحلفائهم من الأقاليم الإثيوبية الأخرى .
أديس أبابا عاصمة الأسرار والتعتيم الاعلامى. وتتبع الحكومة إجراءات
صارمة ضد الصحفيين خاصة المستقلين ولاتوجد حتى صحف خاصة ، ولا تستطيع الصحافة
والمواقع الإخبارية الاليكترونية الإثيوبية ان تنشر خلاف ما تصدره وزارة الإعلام الإثيوبية
من تقارير وبيانات .
مع ذلك ثمة معلومات تنتشر هنا وهناك ، فقد رشحت بقوة المعلومات عن
ان ابى احمد لم يذهب لجبهات القتال بل تم احتجازه واعتقاله والانقلاب عليه . وتم
اعتقاله بواسطة تمسقن طرونيه مدير المخابرات الوطنية والأمن ، وهو يعتبر احد اقرب
الاصدقاء له وقد عملا معا فى إدارة واحدة تتبع لجهاز المخابرات الفيدرالى وقتها فى
حقبة الرئيس الراحل ملس زيناوى والذى ابعدهما الاثنين بتهم فساد وعينه ابى احمد
بعد أن صار رئيسا للوزراء فى وظيفته الحالية ، وشارك فى الانقلاب جنرالات عسكريين
من الامهرة والاورومو وجنرالات ارتريين ، وبموافقة ديمكا مكنن حسن ،نائب رئيس
الوزراء وزير الخارجية .
ما شكك المراقبين فى صحة ذهاب آبى احمد لجبهات القتال، انه أعلن للراى
العام الاثيوبي عن ذهابه لقيادة المعارك من الخطوط الامامية عبر صفحته في الفيس
بوك وليس عبر مؤتمر صحفى كما جرت العادة.
وفقا لبيانات هيئة الاتصالات الاثيوبية التى تحتكر خدمات الاتصالات
وشبكة الانترنت ان المشتركين فى موقع التواصل في الفيس بوك لا يتجاوز 30% ، فيما
تبلغ نسبة المشاهدة للقنوات الفضائية 70%. وان الصور التى تنشر فى الصحف
والفضائيات الاثيوبية لآبى احمد بزيه العسكرى فى المواقع العسكرية هى قديمة لجولات
سابقة له. عدا ذلك منذ يوم الثلاثاء الماضى تاريخ اعلانه الذهاب لجبهات القتال
وحتى اليوم لم يظهر فى الإعلام الاثيوبى وهو فى الخطوط الامامية .
ثمة خلافات عميقة بين آبى احمد وحلفائه الامهرة واشتدت مع تطور
الحرب وسقوط مدن الامهرا بيد قوات دفاع التقراى خاصة مدينتى "ديسي"
و" كومبليشا" الاستراتجيتين ، وحسب الرواية ان ما فاقم الخلاف واتسعت
هوته ، ودفعت بالانقلاب عليه ، هو موافقة آبى احمد على المفاوضات مع التقراى ، اثر
الضغوط الامريكية ووساطة اوباسانقو للاتحاد الافريقى . ، اذ اشترط آبى احمد
موافقته للتفاوض ان تنسحب اولا قوات دفاع التقراى من اقليمي العفر وامهرا فوافق
التقراى شريطة ان تنسحب قوات الجيش الاثيوبى والميليشيات الحليفة من منطقة "
الوالغاييت)" وهى مناطق غرب اقليم التقراى ومدنها " الحمرة - بضم الحاء
وتسكين الميم - وعبد الرافع ودانشا ، ماى خدره ،الخ . وكل هذه المناطق تقع على
محاذاة الحدود السودانية الشرقية فى ولاية القضارف ( الفشقة الكبرى) وعلى مسافة
قريبة .
وهنا مربط الفرس واساس الخلاف بين آحمد والامهرة وارتريا فى قبوله
للمفاوضات مع التقراى ، لأنه اذا انسحب الجيش الاثيوبى من " الوالغاييت"
سيحقق التقراى عبر مدينة الحمرة تماس مع السودان والحمرة تعتبر معبر رئيس بين
السودان وغرب التقراى فسوف يستغل التقراى المعبر لمختلف انواع الامدادت خاصة ان
الاقليم يشاهد مجاعة كارثية .
أسياس افورقى يرفض اى تماس لقوات دفاع التقراى مع السودان ، ومنذ
بداية الحرب نوفمبر من العام الأسبق نشر قوات كبيرة من جيشه على حدود السودان من
الحمرة وجنوبا حتى عبد الرافع لكنه سحبها بعد أن ظلت فترة طويلة اثر الضغوط
السودانية ومدينة الحمرة نفسها معبر رئيس بين اثيوبيا وارتريا عبر كوبرى ام حجر
على نهر سيتيت .لذا ان انسحاب الجيش الاثيوبى والميليشيات الحليفة لمصلحة التقراى
بشكل تهديدا لبقاء نظام اسياس افورقى .
هناك عامل اقتصادي مؤثر تشكل مقاطعة الوالغاييت امتدادا جغرافيا
لسهول الفشقة الكبرى لكنها محدودة ورغم ذلك الوالغاييت هم المنتجين الرئيسيين
للسمسم الابيض فى اثيوبيا ، والامهرة خسروا الفشقة بشقيها وخسروا مناطق جنوب
اقليمهم الزراعية التى سيطرعليها التقراى ، لذا يرفضوا الجلوس مع التقراى
للمفاوضات مقابل انسحابهم من مقاطعة الوالغاييت والتى استرجعها ملس زيناوى لاقليم
التقراى بمرسوم دستورى من البرلمان الاثيوبى ، الا ان الامهرة استعادوها فى الحرب
الاخيرة. مما يعزز ان خلافات الاثيوبيين حول حدود الاقاليم عامل جوهرى فى صراعاتهم
العرقية .
ان لم تصح هذه الرواية وتنتفى ، فمن المتوقع ان يكون ذهب آبى احمد
ليقيم فى " سمره" عاصمة اقليم العفر ، لان بها قاعدة رئيسية للجيش
الاثيوبى ، ولانها اكثر امنا وامانا لسلامته الشخصية ، لأنه لو ذهب المناطق القتال
فى جبهات الامهرة قد يتعرض للتصفية .
لكن للآن لم تبث له صور حديثه على الخطوط الامامية سواء فى العفر
او اية جبهة أخرى من الجبهات الاربعة التى تقاتل فيها القوات الحكومية .
0 تعليقات