عز الدين البغدادي
تمنيت لو وضعت الحوزة العلمية الفقه والأصول في مكان محدد لا تزيد
مساحته على استحقاقهما، تمنيت له توسعت الحوزة في دراستها لتفتتح مساحة اوسع حتى
تدرس ميدانيا مشاكل كثيرة في المجتمع لا سيما وأننا نسمع كثيرا بأنها ليست بعيدة
المجتمع. لو أنها استعملت مناهج علم الاجتماع لدراسة مدى مقبوليتها، ونقاط الضعف
في علاقتها مع المجتمع، أو كيف تطور خطابها مع الحفاظ على ثوابتها.
لو أنها استفادت من علم النفس، ودرست نقاط الضعف والقوة في البنية
النفسية لطالب العلوم الدينية وتأثير العمامة عليه، ومشكلة الغرور وحب الظهور
وغيرها من مشاكل النفس.
لو أنها طورت الخطاب الديني ليتجاوز جانب الحلال والحرام، ويعمل
على حل المشاكل بطريقة التفكيك لا الإفتاء.
لو أنها وضعت أسلوبا واضحا للخدمة الاجتماعية لا يذل أحدا ولا يسمح
لأحد بأن يستغل حاجة الناس.
لو أنها اعتبرت التقارب المذهبي ومواجهة الطائفية أولوية كبرى
وسحبت البساط من تحت أقدام السياسيين الطائفيين.
لو أنها تركت أسلوب الوعظ التقليدي الذي يبتني على النعي والبكاء
والطقوسيات.
تمنيت لو أنها وقفت مع العقلانية ضد الخرافات وعرتها ولم تلبسها
ثوب القدسية بحجة الغيبيات.
لو أنها درست الأدب حتى تتلطف طباع الطلبة وتتوسع أذهانهم وتتفتق
قرائحهم.
لو أنها أعطت لكل من ينتمي إليها استحقاقه الحقيقي، بحيث لا يغمط
حق أحد فيها ولا يركب أحد فوق أكتاف المجتمع.
لو انها أدركت ان الخطاب الديني التقليدي لا يغير واقعا، بل يمكن
ان يكون مخدرا عن التعامل مع الواقع.
لو أنها عرفت أن السياسة علم ومنهج وخبرة، وهي ليست متفرعة عن
الفقه، وأن من يريد ان يشتغل بالسياسة فعليه أن يبدأ من السياسة لا الفقه.
لو أنها تركت المناهج النمطية ودفعت طلبتها نحو تفكير بغير عقد لكن
وفق منهج حقيقي.
أنها أحلام ورؤى يمكن أن أضعها تحت عنوان: البحوث المنسية في
الحوزة العلمية..
0 تعليقات