د.أحمد دبيان
حين نحت مايكل انجلو النحات الايطالي العظيم تمثال النبى موسى وضع
على رأسه قرنين .
احتار المؤرخون ومتذوقو الفن عن تفسير مغزى هذين القرنين .
في الواقع يحتاج تفسيرها الي إبحار هادئ في بحار اللغة والتاريخ .
القرنان على رأس موسى فى تمثال مايكل أنجلو يمثلان لبسا للفهم
وخللا في الترجمة، من قبل النحات لمفردات موروثه الدينى اللغوية .
تُرجمت التوراة للاتينية بترجمة تسمى “الفولجاتا”. ففي سفر الخروج
(29 – 30 – 43)، نجد آية نصها
“وَكَانَ لَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا
الشَّهَادَةِ فِي يَدِ مُوسَى، عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ، أَنَّ مُوسَى
لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ مشعاً، فخافوا أن يقتربوا منه.”
كلمة “مشع” في العبرية تترجم حرفياً إلى “قرون”، ومنها قارون من
قرن بالعبرية وهو يصهار ( عم موسى) او المضئ او المنير ولذلك فإن الترجمة الحرفية
لهذه الفقرات هي أن “موسى هبط من جبل سيناء ولم يعرف أن وجهه أصبح به قرنين حيث
خاف منه هارون وبني إسرائيل”.
وقد ترجمت في اللاتينية
إلى
(cornuta mosi faciem )
أي “تقرّن” وجه موسى.
وهذا ما دفع مايكل أنجلو لنحت تمثال موسى وعلى رأسه قرنان كما ظهر
في تمثاله الأشهر الذي جسد فيه تخيله للنبي موسي بعد نزوله من الجبل .
0 تعليقات