آخر الأخبار

18 مليون جنية أول دعم لحسن البنا لإنشاء جماعته

 


 

 

محمود جابر

 

 

كان الخوارج دائما يبحثون عن السلطة وشق الصفوف، هؤلاء الخوارج هم نفسهم ما يسمون اليوم بجماعات الإسلام السياسى .. سواء كانوا وهابية او إخوان مسلمين، او سلفيين، أو حزب الدعوة وما تفرع عنه أو حزب التحرير كلهم خوارج وكلهم إخوان وكلهم إسلام سياسى ....

 

وأمهم جماعة الإخوان المسلمين ....

 

أُنشئت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 من عمّال مدينة الإسماعيلية، التى كان يعمل فيها حسن البنا مدرساً للخط واللغة العربية، وكان عمره آنذاك 22 سنة، أى إنه كان حديث التخرج، فلم تسنح له فرصة، ولا هو أتاح لنفسه فترة، ينهل فيها من الدراسات الحرة والقراءات الشاملية، فكان غِرَّا يعتنق أفكار وشعارات السلطان الأحمر (عبد الحميد الثاني) الذى انقلب على الإصلاح الذى قام به الأتراك المستنيرون، فألغى الدستور ونحت له وعاظ السلطة وفقهاء الشرطة، شعاراً مُفاده أن "القرآن دستورنا" و "الشريعة الإسلامية" هى الأحكام القانونية التى يلتزمها المسلمون.

 

وانتهجت الجماعة نهج جماعة الإخوان السعودية التى مكنت عبد العزيز من بسط سيطرته بدعم من الانجليز عن مجمل الجغرافيا فى الجزيرة العربية وإعلان المملكة العربية السعودية،  وبعد إعلان الدولة انقلبت عليه جماعة الإخوان عندما أخذت عليه اتصاله بالغرب (الفرنجة)، وبخاصة البريطانيين (الإنجليز) فى هذا الوقت.

 

وقد أمده الإنجليز ببنادق آلية، كانت تقنية حديثة فى أوانها وفى مكانها، فأبادت "الإخوان" السعوديين.

 

.. كانت نشأة الإخوان المسلمين فى الإسماعيلية ضمن العمال الذين يقيمون ويجلسون فى مقاهى بالحي العربى، ونتيجة لعدم ثقافة المُنشئ، وجهل من وُجّه إليهم الخطاب الشفهي، فقد ظلت الإخوان المسلمين متعلقة بهذا النهج من خطابه فى حماسة، يتكلم عن أمجاد المسلمين، وأنها لن تعود حتى تنشأ الخلافة الإسلامية التى أُلغيت فى 3مارس1924.

 

وكان العمال يدفعون اشتراكات مالية لحسن البنا، ولما اختلف البعض معه لعدم انضباط الحساب المالى للجمعية، أخطروا النيابة العامة، على اعتبار أنها جنحة تبديد، حرّض المرشد العام بعض أنصاره فاعتدوا بالضرب على من شكا إلى النيابة. وحسم الاعتداء المادي أية معارضة، فصارت سمة الإخوان فى حسم أى خلاف معهم – حتى ولو كان على الحق – بالعدوان الذى وصل إلى القتل، والتهديد به، كما إنتهى إلى القتل والتلويح به.

 

التقطت المخابرات الفرنسية والإنجليزية المرشد العام، ولتحييده وتوجيهه إلى الشأن الداخلى قدمت له عوناً مالياً، كان أظهره مبلغ 3000جنية ثلاثة آلاف جنية مصرى، بدعوى بناء مسجد.

 

ومبلغ 3000 جنيه مصرى كان مبلغاً ضخماً جداً بمعايير ذلك الوقت الذى كان الجنية المصرى يساوى جنيهاً من الذهب الإنجليزى + 2.5قرش صاغ، وقد صار الجنية الذهب الآن يتراوح سعره بين 6200جنية. أى ان المبلغ وقتها=18مليون جنية (!!)

 

وبهذا المال قَبل المرشد العام الأول أن يبنى مساجد بأموال الأجانب من الغرب، ولم يُبن الجامع حتى الآن؛ لكن المبدأ يظل قائماً.

 

لّما أتسع نشاط الجماعة عملت القوى الإستعمارية على نقل المرشد إلى القاهرة، حتى تضع جماعته أمام "الوفد" الذى كان يمثل القوى الشعبية المدنية.

 

منذ انتقل نشاط الإخوان المسلمين الرئيسي إلى القاهرة تحددت سياستها فى مظاهرة حكومة الاغلبية (الوفد)، وانحصر نشاطها فى العمل الداخلى، أخذاً بما كان يقول به بعض المسلمين فى عهد عثمان ابن عفان من أن الجهاد الحقيقى يكون فى المدينة، التى إدّعوا أنه قد شاع فيها الفساد. وكذلك كان يقول الإخوان كلما دُعوا إلى مكافحة المستعمر الإنجليزي بأن الجهاد الحقيقى هو تغيير (قلب) نظام الحكم فى مصر.

 

 ورغم ذلك فقد التصق المرشد العام الأول بالسلطة، ودعا جماعته (أو تنظيمه) إلى ذلك، بتحوير الإدعاء السالف من أنه لابد من إصلاح الداخل، قبل أن يفكروا فى جهاد المحتل ومكافحة المستعمر.

 

وبذلك عارضوا كل حركات الكفاح الوطنى، وقال قائلهم فى خطبة له بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة حالاً) عندما عُين إسماعيل صدقى رئيساً للوزراء (وأذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد).

 

وبهذا أسفر الإخوان المسلمون عن حقيقتهم، وأنهم جماعة سياسية، تستغل الدين وآيات القرآن لتؤيد الحاكم الظالم.

 

كانت الجماعة تبحث عن استقطاب الكتاب ووجوه المجتمع بأى ثمن، وحكى الكاتب إحسان عبد القدوس إن حسن البنا عرض عليه أن يلتحق بجماعة الإخوان المسلمين، ورفض إحسان، فلما ألحّ عليه المرشد، قال له: إنه لا يصلي، فرد عليه المرشد قائلاً: ومن الذى طلب منك الصلاة؟

 

وهذا أبلغ دليل على أن تنظيم الإخوان المسلمين كان وما زال تنظيماً سياسياً يتطلع إلى الحكم أو إلى الاقتراب منه، بدعوى الدين، وباستعمال آيات دينية؛ ويعمل على ضم أعضاء إليه من الأسماء البارزة فى الكتابة والصحافة، حتى ولو لم تكن تُصلّي، والصلاة عماد الدين.

 

و.. فى عام 1947 اتجه رئيس الوزراء المصرى (النقراشي) لعرض قضية مصر بطلب جلاء البريطانيين باعتبارهم محتلين لأرضها. وبعد أكثر من خطبة عصماء، أحالت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، النزاع بين مصر وبريطانيا إلى لجنة لفحصه، لأن الوجود البريطانى – على أرض مصر – يستند إلى معاهدة 1936.

 

وفى نوفمبر 1947 صدر قرار من الأمم المتحدة بتقسيم أرض فلسطين إلى دولتين إحداهما عبرية، والأخرى عربية. وقد كان موقف الحكومة المصرية حتى إبريل 1948، يقوم على تزويد الفلسطينيين بالمال والسلاح، والمجاهدين من الرجال. غير أن القوى الغربية (والإسرائيلية) كانت ترغب فى أن تزج بمصر فى الصراع مع إسرائيل بجيشها النظامى، مادامت لم تعترف بها. وكان بن جوريون منشئ دولة إسرائيل وأول رئيس وزراء فيها يطلب من اليهود العرب أن يهاجروا إلى أرض فلسطين ليقوموا بالأعمال التى لا يمكن لليهود الآخرين (الأشكيناز) أن يؤدوها.

 

وعملت جماعة الإخوان المسلمين على تحقيق أهداف إسرائيل بالحرف الواحد. فقد سيرّت المظاهرات وهى تنادي بالجهاد والتكفير من يقول بغير ذلك (وهو توظيف للدين فى أغراض سياسية) كما أنها زرعت المتفجرات فى حارة اليهود وفى متاجرهم حتى تدفعهم إلى تنفيذ غرض بن جوريون بالهجرة إلى إسرائيل.

 

وكان هدفها أن يدخل الجيش إلى أرض فلسطين، وأن تزج بالصف الثانى من مجاهديها إلى ذات الأرض، فيخلوا الجو للصف الأول من جهازها السرى للاستيلاء على نظام الحكم. لكن الواقع الإجتماعى لا يسير دائماً كما خطّط له من أراد، لكن ما إن تنشأ الواقعة حتى تتخذ لها مساراً تحدده قوانينها التى يمكن أن يعرفها البعض من المختارين، لكنها تكون بعيدة عن فهم العامة والدعاة والعاملين فيها والداعين إليها.

 

ولو راجعنا سجل كل أحزاب الإسلام السياسى وتاريخهم سنجد ان طرف الخيط ينتهى عند الانجليز ودعمهم من اجل إفساد البلاد وقبله إفساد الدين والضمير .......

 

إرسال تعليق

0 تعليقات