حمدى عبد العزيز
7 ديسمبر 2021
في ظني - كشخص يحاول التغلب علي جهله - أن التناقض بين الأجنحة
السياسية لقوي الهيمنة الاجتماعية والسياسية وبين الإخوان المسلمين والسلفيين
وكافة تنوعات التجارة السياسية بالدين (كأجنحة سياسية لاتنفصم عن قوي الهيمنة الاجتماعية
المؤسسة للنظام السياسي) هو تناقض لاتتجاوز حدوده السياسية الإجابة علي الإشكالية
الرئيسية للتناقض وهي :
- لمن السلطة (أو
بمعني أدق الهيمنة السياسية المؤسساتية) وما الوضع الذي،ستكون عليه الأنصبة
والأدوار السياسية في حال فض الاشتباك بالتراضي ؟ (كما حدث في عهدي السادات
ومبارك) ، وما(شكل) السلطة والحياة السياسية ، ومامدي الحفاظ علي (شكل) الحياة
المدنية للطبقات الاجتماعية المهيمنة ؟
وهي تناقضات قد تؤدي إلي الصدام السياسي والدموي أحياناً ، ولكن
يمكن حلها طبقاً لمقتضيات توازنات القوي والظروف السياسية الداخلية للقوي والأجنحة
المهيمنة علي السلطة بالفعل ، ومدي قوة أو ضعف القوي الاجتماعية المناؤة لقوي
الهيمنة ، وكذلك مدي اقتراب أو ابتعاد خطر إنهاء هذه الهيمنة (وعلي الأخص في القلب
من ذلك مدي اقتراب أو ابتعاد خطورة قوي اليسار علي النظام السياسي المهيمن) ،
وكثيراً ماحدثت هذا في فترات شهد عليها تاريخنا السياسي .
أما التناقضات بين قوي اليسار والإخوان المسلمين والسلفيين وكافة
تنوعات ومؤسسات التجارة السياسية بالدين فهي أكثر تجذراً وعمقاً وغير قابلة
موضوعياً للحل حتي ولو بدي ذلك سطحياً للبعض حيث تتجاوز التناقض السياسي إلي ماهو
أعمق حيث تكمن في :
- العداء الفكري
التاريخي المؤسس علي تناقض اجتماعي حيث يتمسك الإخوان المسلمين والسلفيين بالنظام
الرأسمالي ويناصرونه بإضافة غطاء من القداسة الدينية علي حتمية الفوارق بين
الطبقات مهما كانت شاسعة بل يذهبون إلي تحريم الدعوة إلي رفض المجتمع الطبقي
ومقاومة الهيمنات الطبقية ، وهذا واضح في عدائهم التاريخي الشديد للأفكار والقوي
الاشتراكية وانخراطهم التاريخي في مخططات مراكز الهيمنة الرأسمالية الدولية سواء
في الحقب الكلونيالية أو الحقب الإمبريالية لضرب قوي اليسار وضمن ذلك دورهم
الوظيفي الهيكلي الذي نظمته ورتبت صفوفه المخابرات المركزية الأمريكية في
ثمانينيات القرن الماضي في إسقاط الاتحاد السوفيتي وتفكيك دول المنظومة الاشتراكية
عبر الحرب الأفغانية ، ومن قبل ذلك التحالف مع ألمانيا النازية في مواجهة الافكار
الاشتراكية والانخراط في تعاون وظيفي مع الجيستابو النازي الذي أنشأ خصيصاً لذلك
قسم (أبناء الشعوب الإسلامية) لضرب الدولة السوفيتية الوليدة انطلاقاً من تجنيد
عملاء من بعض (أبناء الشعوب الإسلامية) الخاضعة لدول الاتحاد السوفيتي الوليد ،
ولعل في كتاب (مسجد في ميونيخ) الإجابة الشافية لهذا الأمر ، فضلاً عن المظاهرات
التي أشعلتها قوي التطرف الديني في القاهرة ورفعت فيها شعارات مثل (إلي الأمام
ياهتلر) .
، وكذلك الأمر بالنسبة لتلك العلاقة الهيكلية التي تأسست بين تحالف
الوهابيين والسعوديين والمخابرات البريطانية علي جانب آخر في نفس الوقت في الجزيرة
العربية ..
ولعل كل هذا دليل دامغ علي الانخراط (الهيكلي/الوظيفي) الذي نشأ في
وقت متزامن في عشرينيات القرن الماضي والذي تم بعد الحرب العالمية الثانية انتقاله
برمته لسيطرة المخابرات المركزية الأمريكية ، ودليل دامغ علي هذا التداخل الهيكلي
(العضوي) بتجلياته وإحداثاته الوظيفية بين قوي الإسلام السياسي أو فلنقل (التجارة
السياسية بالإسلام) ، وشاهد عيان علي عداء هذه القوي المزمن والجذري لقوي اليسار
في الشرق والعالم بأكمله ..
- هذا فضلاً عن الانتماءات والانحيازات الطبقية لقيادات هذه
الجماعات وانخراطها في البنية الطبقية لقوي الهيمنة الاجتماعية التي تتناقض
مصالحها مع مصالح القوي الاجتماعية التي تعلن تنوعات اليسار عن عمق انحيازاتها لها
وهي الطبقات الاجتماعية المنضغطة اقتصادياً واجتماعياً فضلاً عن استلابها الثقافي
بفعل قوي الهيمنة الطبقية وحلفائها الدوليين .
______________
0 تعليقات