علي الحفناوى
بعد 65 عاما، ترجمة بلا تعليق:
في ثلاثة أخبار من مراسلها في مصر، نشرت جريدة "لوموند"،
كبرى الجرائد الفرنسية، أخبار بورسعيد في نهاية ديسمبر 1956، وأجواء نهاية العدوان
الثلاثى، فتقول:
1) الإخلاء الكامل لبورسعيد وبور فؤاد مسألة ساعات
بورسعيد في 22 ديسمبر (وكالة الأنباء الفرنسية) – كانت النقطة
الخلافية الأخيرة بين السلطات العسكرية المتحالفة والسلطات المصرية قد تم حسمها
بالأمس الجمعة مع تبادل الأسرى. الأربعمائة واثنين وسبعون من البريطانيين العاملين
بالقاعدة العسكرية السابقة على قناة السويس والذين تم أسرهم بمعرفة المصريين قد
وصلوا إلى بورسعيد وصعدوا إلى السفن المتجهة إلى إنجلترا. أما الأسرى من المصريين،
وعددهم مائتى وخمسون ضابط وجندى، فقد وصلوا إلى محطة "الكاب" عن طريق
قطار خاص. وعندما تخطى الموكب خطوط إطلاق النار، أخرج الأسرى رؤوسهم من النوافذ
وراحوا يصرخون بحماس: "تحيا مصر"، يعيش ناصر"، تسقط إنجلترا.!
من جهة أخرى، تركت آخر قوات بريطانية يوم الجمعة بعد الظهر كل محيط
بحيرة الميناء الجنوبى. وصار الحيز المحتل من الحلفاء منحصرا للغاية بأطراف الميناء
الشمالى، حيث ستغادر آخر وحدات.
ووفقا لإذاعة القاهرة، سيتم الإخلاء الكامل لبورسعيد وبورفؤاد على
الأكثر مساء اليوم.
2) مظاهرات جنونية في بورسعيد
منشور ومعدل يوم 25 ديسمبر الساعة صفر
بورسعيد في 24 ديسمبر (من مختلف وكالات الأنباء) – انتهى مساء
السبت إخلاء كل قوات الحلفاء البرية من مصر. وقد غادر بورسعيد في الساعة 19.30 كل
من الجنرال بوفر وستوكويل، إلى جانب قيادات أركان الحرب. وقبل ذلك، في الساعة
18.45، قامت صنادل الانزال "أورن" و"أوديت" بتحميل الدبابات
"باتون" وفرقة "الدراجون" الثامنة، ومغادرة المياه ولحقت بها
سفينة القيادة برئاسة قبطان السفينة "داهل"، قائد المجموعة البرمائية.
انتهت مغادرة قوات الحلفاء بنظام تام. كان الجزء الأكبر من آخر
مجموعة مكونة من ألفين من الجنود الانجليز والفرنسيين على علم بالموعد المحدد
للمغادرة، واحتفظوا بسريته حتى آخر لحظة، اليوم الصفر.
دخلت قوات الجيش المصرى المدينة يوم الأحد دخولا منتصرا، وكانت
المدينة قد تغطت بالأعلام المصرية في كل أرجائها ورفعت صور الكولونيل ناصر
بالآلاف. وقد استقبلتها الجماهير بحفاوة جنونية، وقامت بتنظيم المظاهرات الرهيبة.
كان المتظاهرون يصرخون "عاش ناصر"، ويسقط المجرمان "إيدن"
و"موليه"! ثم قام بعض الشباب والشابات بإحضار سلم المطافئ لخلع علمين،
علم فرنسى وآخر إنجليزى، اللذين رفعا على تمثال فرديناند ديليسبس. وتم حرق العلمين
وسط صريخ الفرح من المتظاهرين. ثم باستخدام البلط والمطارق، حاول المتظاهرين إسقاط
التمثال من على قاعدته، ولكن بلا جدوى.
تم تنظيم مسيرة لأسر الشهداء، وسار في مقدمتها محافظ بورسعيد محمد
رياض، ثم اتجهت المسيرة إلى النصب التذكارى للجندى المجهول حيث تم وضع أكليل من
الزهور.
ووفق إذاعة القاهرة، ستغادر قوات الأمم المتحدة المدينة خلال 48
ساعة حتى تقوم بمباشرة إنسحاب إسرائيل من سيناء.
3) القاهرة 25 ديسمبر (الوكالة الفرنسية ورويتر) – أعلنت إذاعة
القاهرة أنه قد تم تفجير تمثال فرديناند ديليسبس في مدخل قناة السويس بالديناميت،
وأنه سيتم استبداله بتمثال للحرية.
ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، المنشأة تحت إشراف الحكومة، أن
الذين قاموا بهدم التمثال هم فرق المقاومة الشعبية.
"تم تدمير التمثال وسقط في المياه وسط هتافات وتصفيق مدوى من
قبل الجماهير الغفيرة التي احتشدت لتشهد إزالة آثار الاستعمار التي كانت تتحدى
بسالة سكان بورسعيد" كما وصفته الوكالة.
0 تعليقات