هادي جلو مرعي
مع الانتهاء من بناء جدار طويل عريض يفصل
الفلسطينيين عن أراضيهم المحتلة، يتحدث الكيان الإسرائيلي عن إنجاز كبير وكأنه اكتشاف
علمي غير مسبوق يستحق صاحبه جائزة الفريد نوبل، غير إن الحقيقة تكمن هنا بالفعل،
فاليهود يبنون الجدران خوفا على أنفسهَم من المواطنين الأصليين من أبناء هذه
الأرض، ولأنهم يدركون إن نهاية كيانهم الزائف أصبحت وشيكة، ولعلهم يريدون إطالة
عمر جسد مريض وهزيل لابد أن تحين ساعة ترهله، ثم تحوله الى جثة هامدة بلاحياة،
ولاروح أبدا.
يتحدث القرآن عن سلوك المحتل ويصفه بطريقة
واضحة ويشرح سبب ذلك السلوك العدواني ، ويبشر المؤمنين بأن خلاصهم قريب لأن عدوهم
هزيل ومحاصر، وهو يبني القلاع والحصون تجبنا لنهاية وشيكة، فيحاول القيام بجرائم
وحشية، ويقصف اراض الفلسطينيين، ويبيد أسرا باكملها دون رحمة ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ
جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم
بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ). الحشر 18.
سياسة الكيان المحتل واضحة، وهي سياسة
الزائل، وليس الباق والمتمكن، آنه فعل الخائف، والمستعد للرحيل في لحظة فارقة
ستحين مهما طال الزمن وإمتد، فيعتمد هذا الكيان القتل والسجن والتخويف والتجويع،
والبحث في سبل متجددة لإرهاب المواطنين، وحملهم على الخنوع الكامل والشامل
لسياساته، وربما التسليم بفكرة الأبدية التي يؤمن بها متطرفوه الذين لايعقلون، عدا
عن بناء الجدران الفاصلة التي تمتد لمسافات شاسعة بين مستوطنات الوافدين من
الشتات، ومدن وقرى الفلسطينيين الأصلاء في وطنهم، والذين إمتحنهم ربهم وإبتلاهم
بمعركة طويلة، ونهائية ستحدد مستقبل هذا الكيان الذي هو مستقبل الزوال دون ريب.
وفي الآية المباركة إشارة واضحة لطبيعة
النهج الذي يعتمده المحتل في حماية وجوده غير الشرعي، وهي علامة من علامات
الإنكسار والزوال دون رجعة، فالمحتلون يريدون عزل الفلسطينيين بدعوى حماية
المستوطنات التي تعرضت في مرات سابقة الى هجمات ألقت الرعب في نفوسهم، غير إن
الواضح هو إن هذا الكيان لايمتبك سياسة ولاعقل ولاإدراك للتحديات المحيطة به،
ولايمكن لمن لايعقل ولايدرك النهايات، ويبتعد عن المظالم أن يتراجع عن غيه، وستكون
نهايته الحتمية هي الزوال،
لايحميكم جدار من عدالة الجبار
0 تعليقات