حمدى عبد العزيز
11 ديسمبر 2020
رغم حالة الهرولة التي تشهدها المنطقة العربية نحو التبرك بالتطبيع
مع إسرائيل نيلاً للرضا الأمريكي .
، وبالرغم من أن مصر الرسمية هي أول من أبرم مايسمي باتفاقيات
السلام ، ورغم الجهود والمحاولات المزمنة - عبر مايزيد علي الأربعة عقود من الزمان
- لفرض التعامل الشعبي مع الكيان الصهيوني علي المصريين كأمر واقع ، ستظل مآلات
هذه الجهود والمحاولات للفشل ، وسيظل الشعب المصري هو الشعب العصي علي التطبيع ..
ذلك لأن الموقف من الكيان الصهيوني في مصر الشعبية ليس اختياراً
سياسياً نخبوياً لينحصر بالتخصص في دوائر الساسة والمثقفين والنخب ووقفاً عليهم ،
ولامعلقاً بالتبعية علي اختيارات وانحيازات الأنظمة السياسية المصرية أو حكوماتها
المتعاقبة ..
بل أن الموقف العدائي الشعبي من الكيان الصهيوني قد كمن عبر تاريخ
طويل في أعمق مناطق الذاكرة الجمعية المصرية ، وبات مستقراً عمق الوجدان الشعبي
المصري رغم تعدد محاولات الإلتفاف حوله أو اختراقه من قبل أنصار التطبيع .
، وهو ليس موقفاً ذو طبيعة عنصرية أو دينية كما يروج له بعض
السطحيين والمشوهين فكرياً ، لأنه موقف ترسخ عبر تراكمات التجارب المريرة والأليمة
للشعب المصري تجاه الحروب العدوانية التي شنتها دولة العصابات الصهيونية علي الشعب
المصري ، والتي لم تترك عبر تاريخنا الوطني عائلة مصرية إلا وكان منها شهيداً أو
مصاباً .
، كما لن تنمحي من ذاكرة الأجيال المصرية المتعاقبة مذابح وجرائم
القتل البارد التي مارسها الصهاينة عبر قصف طائرات الفانتوم الإسرائيلية لمدرسة
بحر البقر الابتدائية في الثامن من إبريل عام 1970 ونسفها للمدرسة ، لتترك
تلاميذها بكراساتهم وأقلامهم غرقي في دمائهم تحت انقاض المدرسة ، ومن قبلها في شهر
فبراير من العام نفسه قصفها لمصنع أبي زعبل وارتكابها لمذبحة بشعة طالت عمال
المصنع المسالمين العزل ..
فضلاً عن جرائم قتل الأسري المصريين في أثناء العدوان الصهيوني في
يونيو 1967 في جريمة من أبشع جرائم الحرب الإسرائيلية ، وهي كثيرة ، ودرجت عليها
في كل حروبها العدوانية سواء علي الشعب المصري أو الشعب الفلسطيني أو الشعب
اللبناني أو السوري ..
فلتطبع الأنظمة الخليجية ..
ولتطبع حكومة المغرب
ولتطبع الحكومة السودانية
وليجلس رئيس جمهورية مصر الرسمية كيفما شاء ومع من شاء من الزعماء
المسئولين الصهاينة ..
وليطبع من يطبع من أنظمة وحكومات المنطقة ..
وليدخل من يدخل من الحكومات والأنظمة العربية في دفئ سلام صفقة
القرن ..
أما الشعب المصري فبينه وبين هذا الكيان دماء روي بها أجدادنا
وآباءنا من المصريين رمال وأراضي سيناء والسويس وبور سعيد والإسماعيلية وجزر البحر
الأحمر في معارك الدفاع عن الأراضي المصرية قبل الأراضي الفلسطينية والعربية ضد
الأطماع الصهيونية التوسعية ، وعدوانها الممتد منذ إنشائها ..
لذا تثبت الأيام والتجارب والأحداث الكبري والصغري أن الشعب المصري
بوجدانه الذكي سيظل هو حائط الصد المنيع ، ضد كل محاولات دمج تلك الدولة المصطنعة
بواسطة مراكز الهيمنة الأمريكية الأوربية في المنطقة علي حساب أراضي ودماء وأرواح
، وحقوق شعوب المنطقة العربية ..
_____________
0 تعليقات