آخر الأخبار

من استحضر هيبة الله في نفسه صغر الجبابرة في عينه .. العز بن عبد السلام أنموذجا ..

 

 


على الأصولي

 

 

يروى عن سلطان العلماء ابو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الشامي الدمشقي كبير فقهاء الشام ومصر ومتصوفها ، أنه غضب على سلطان عصره نجم الدين أيوب" بعد ان تفاجئ بوجود حانة للخمر في مصر ،

 

فدخل عليه الفقيه ورأى الأمراء يقبلون الأرض بين يديه وحوله يصطف العسكر ، فما كان من الشيخ الفقيه إلا ان نادي السلطان باسمه مجردا دون ألقاب و بصوت مرتفع وقال : "يا أيوب " .

 

فالتفت السلطان ليرى من الذي يناديه باسمه هكذا مجردا دون ألقاب ليجد سلطان العلماء يحدثه ويقول : "ما حجتك عند الله عز و جل غدا إن قال لك : الم أبوئك ملك مصر فأبحت الخمور ؟"

 

فقال : "او يحدث هذا في مصر ؟"

 

قال : "نعم في مكان كذا و كذا حانة يباع فيها الخمر وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة ؟"

 

فقال : "يا سيدي أنا ما فعلت هذا إنما هو من عند أبي"

 

فهز العز بن عبد السلام رأسه وقال : "إذن أنت من الذين يقولون : " إنا وجدنا آباءنا على امة" " (الزخرف آية 22) .

 

فقال : "لا أعوذ بالله واصدر أمرا بإبطالها فورا و منع بيع الخمور في مصر ."

 

ولما عاد الشيخ الجليل الى تلاميذه ، سأله احدهم : "يا سيدي كيف استطعت ان تقف أمام السلطان العظيم وتصرخ به أمام أمراءه وتناديه باسمه مجردا ؟"

 

فقال الشيخ : "يا بني رأيته في تلك العظمة فأردت ان أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه ."

 

فقال التلميذ : "يا سيدي أما خفته ؟"

 

فابتسم العز بن عبد السلام وقال : "و الله يا بني عندما استحضرت هيبة الله تعالى صار السلطان أمامي كالقط " . انتهى "

 

نعم " ان وظيفة الفقيه أشد ملاكا من وظيفة من هو دونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلحاظ كونه قدوة لغيره ناهيك عن كون الله يحاسب الناس وفقا لعقولهم ومداركهم ومناصبهم ومسؤلياتهم ونفوذهم وطاعة الناس لهم ، أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخشى في الحق لومة لائم ، بعيدا عن خلق الذرائع وفقه الأعذار طلبا للسلامة تحت يافطة المباني الفقهية ، والتحجج بالسيرة الحسنية . والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات