عز الدين البغدادي
أثارت قضية اعتداء منتسب أمني على طفلة في السابعة من عمرها كثيرا
من الاستنكار والجدل، ولا شك أن ما حصل هو أمر قبيح جدا ومؤسف جدا، لكنه نتيجة
متوقعة تماما حيث أن هذه القضية تلقي الضوء على مسالتين خطيرتين: الأولى: غياب
الرؤية النظرية في فكرة المسؤولية التي يفترض برجل الأمن أن يحملها، حيث لا يتم
تدريبه على المسؤولية المهنية والأخلاقية لعمله، وكان يفترض برجل الأمن أن يعرف
ويعي بعمق بأن واجبه حماية امن المواطن والأمن يشمل حفظ النفس والمال والعرض وغير
ذلك.
والثانية: حالة الانحلال الخطيرة والفوضى التي تحصل في المجتمع من
الناحية الجنسية والتي ترجع الى شيوع أفكار مدمرة سلبية تنظر الى الفعل الجنسي
كحالة ميكانيكية مجردة، دون ان يصاحبها شعور أخلاقي ولو في أضيق حالاته.
المسالة لا تتعلق بهذا المنتسب بل بحالة اجتماعية أعم من ذلك واخطر
بكثير، تتعلق بضعف الدولة وانعدام النموذج الصالح فيها، فضلا عن غياب فلسفة
للإدارة او للأمن، بل غياب البديهيات في ذلك، فضلا عن ان المخدرات دخلت بشكل واضح
للأسف عند كثير من الأجهزة الأمنية.. والله المستعان.
0 تعليقات