آخر الأخبار

التسامح في المجتمع العراقي

 

 




البروفسير/ نديم الجابرى

 

 

نستغرب من وجهات النظر السياسية التي تزعم أن المشكلة في العراق بين المكونات الاجتماعية و ليس بين القوى السياسية . بينما التفسير السليم أن المشكلة تدور بين القوى السياسية التي تنتمي إلى مكونات اجتماعية متعددة بحيث تحاول تلك القوى زج مكونها الاجتماعي في الصراع لأغراض انتخابية أو ربحية . و إذا ما تورطت ثلة من كل مكون اجتماعي في أتون ذلك الصراع فأنها تبقى نسبة محدودة لا تتجاوز 5 % . هناك أكثر من مؤشر على تسامح المجتمع العراقي منها :

 

 1 - أنه بلد متعدد الأعراق و الديانات و الطوائف منذ وجوده . لذلك سمي عراقا و لولا تسامحه لما بقي شئ اسمه العراق . قد يقول البعض أن هناك عشرات الأقليات هجرت من العراق بيد أن هذا القول مردود لأن هذا التهجير أيضا جاء لأسباب سياسية بالدرجة الأساس مثلما يحدث الآن للأقليات الكبيرة أو الأقليات الصغيرة .

 

2 - كان العراق منذ فجر التاريخ محكوما بالأنظمة الاستبدادية . و الاستبداد يرتكز على معادلة الأمن مقابل الحريات . لذلك لم تسمح الأنظمة الاستبدادية بأي صراعات اجتماعية ضد أي مكون إلا إذا قام ذلك النظام باضطهاد الأقليات أو الأغلبية بنفسه .

 

 3 - البنية العقائدية و الفكرية للمجتمع العراقي حالت دون بروز صراعات اجتماعية حادة . إذ ساد المذهب الاثنى عشري المعتدل في الوسط الشيعي و ساد المذهب الحنفي المعتدل في الوسط السني . و كذلك الفكر السياسي العراقي من الناحية التاريخية لم تبرز به نزعات شوفينية أو طائفية أو تكفيرية.

 

 4 - ربما يعد التزاوج المختلط و العيش المشترك و العمل المشترك و الدراسة المشتركة و الخدمة الإلزامية و القبول المركزي من مؤشرات التسامح و التعايش بين مكونات المجتمع العراقي .

 

 5 - ثقافة المواطن العراقي الفطرية لا تفضي إلى الصراع الاجتماعي . إذ نلاحظ أن المواطن عندما يسأل تاريخيا عن مذهبه يجيب اني ( مسلم ) . بل وصل المجتمع العراقي إلى مرحلة التمييز ما بين اليهودي الصهيوني و اليهودي غير الصهيوني كمخرج للتسامح مع النوع الثاني .

 

6 - ربما ينقض البعض ما ذهبنا إليه بالحديث عن تهجير اليهود من العراق . ان هذا النقض ليس سليما من النواحي الاتية :

 

 أ - أن هذا التهجير قد جاء نتيجة العمليات الإرهابية التي نفذتها المنظمة الصهيونية في بغداد بقصد تهجير يهود العراق و الاستيطان فيما عرف بإسرائيل . و إن التحقيقات التي أجريت في شرطة بغداد أثبتت ذلك .

 

 ب - أن اعتداءات الأهالي على يهود العراق كانت محدودة للغاية و ربما تكون آتية من التحريض السياسي أو الفقر .

 

ج - ربما يكون قرار إسقاط الجنسية عن يهود العراق أحد أخطاء النظام الملكي و التي ساعدت على ممارسة العنف الاجتماعي المحدود إزاء يهود العراق.



من أخرج اليهود من أوطانهم (العراق أنموذجا) !!

 

إرسال تعليق

0 تعليقات