د. محمد ابراهيم
بسيوني
يختلف اوميكرون عن
نسخة ووهان الأصلية في أكثر من 50 موضع. ولكنه يختلف أيضًا كثيرًا عن المتحورات
الحديثة الأخرى للفيروس. فأقرب أقربائه هم نسخ متحورة من الفيروس شوهدت لأول مرة
منذ عام. هناك 3 تفسيرات محتملة لهذا:
الاحتمال الأول: أن هناك عدة متحورات وسطية (أسلاف اوميكرون)
كانت موجودة بيننا لمدة عام تقريبًا دون أن يتم اكتشافها. وحين تم اكتشاف اوميكرون
كان بالفعل قد التقط العديد من الطفرات أكثر من أي متحور آخر. لوجود فشل عالمي في
المراقبة للكشف المتحورات. وهذا يبدو احتمال غير مرجح.
الاحتمال الثاني: أن احد المتحورات السابقة لمتحور اوميكرون
قفز الى مجموعة من الحيوانات خلال العام الماضي، والتقط عددًا كبيرًا من الطفرات
هناك. العديد من الطفرات جديدة تمامًا، ولم نشهدها من قبل في أي متحور، مما يضفي
بعض المصداقية على هذه الاحتمال.
الاحتمال الثالث: أن احد المتحورات السابقة أصاب شخصًا من
ذوي جهاز المناعة الضعيف واستمر الفيروس في التناسخ داخله لعدة أشهر، وهو ما أدى في النهاية إلى تراكم الطفرات داخل
ذلك المريض. وهو الاحتمال الأرجح، لأنه تم توثيق أشياء مماثلة من قبل.
تشير عدد من التقارير
من عدة دول عن رصد المتحور اوميكرون في عينات يعود تاريخها لما قبل إعلان جنوب
افريقيا. ليست القصة في رصد متحور جديد فسيظهر أكثر من متحور. المسألة في التأثير
الحقيقي لأي متحور جديد على الانتشار والأعراض السريرية وهروبه من الجهاز المناعي.
وبالنسبة للمتحور "أوميكرون"
فالحديث عنه الآن سيكون تكهنات. الهلع والقلق بخصوصه غير مجدي فحقيقة الأمر أن
المتحور تم اكتشافه لأن التقنيات المخبرية سمحت بقراءة الحمض النووي ورصد مواقع
الطفرات. ولكن الأهم هو أثر هذا المتحور على الصعيد السريري والاكلينيكي ومن ناحية
الوبائية والانتشار وهذا جاري بحثه الآن.
من الطبيعي أيضاً أن
يتم رصد المتحور في دول أخرى ففترة الحضانة الطويلة نسبياً للڤيروس تسمح بكمونه
وتخفيه حتى ينتقل المريض حامل الڤيروس من بلد لآخر. تقنيات قراءة تسلسل الحمض
النووي ضرورية الان فلا يجب أن نكتفي برصد الڤيروس وإنما الأفضل أن تتم قراءة
تسلسل الحمض النووي لكل عينة ايجابية. مع ربطها بالأعراض السريرية ومتغيرات العمر والإمراض
المزمنة والحالة المناعية وتاريخ السفر.
0 تعليقات