روبير الفارس
علي أكثر من مستوي إبداعي يمكن قراءة فيلم (أبو صدام) قصة وإخراج
نادين خان وسيناريو وحوار محمود عزت.
فهو من ناحية ينتمي لسينما الطريق والتي قدمت منها السينما المصرية
من قبل أفلام مميزة اذكر منها فيلم" مشوار عمر " وآخرها فيلم "عيش
حياتك" لكن يمتاز أبو صدام باختيار طريق شمال مصر غير مطروق لشاشة السينما.
مما أتاح كادرات بصرية جديدة ومتميزة.
ومن ناحية أخري نحن أمام فيلم بلا أحداث تقليدية. هو اقرب للتشريح
النفسي لشخصية سائق نقل ثقيل. يعرف باسم أبو صدام وهو لا ينجب ولا يستكمل التحاليل.
وينسب لنفسه بطولات عديدة.
فهو لا يعتذر عن خطأ ويهين الجميع عنيف وعصبي وصوته هو اعلي ما فيه
بل كل مافيه. لكن واقعه عكس ما يدعيه. فهو جعجاع. لكنه مخدوش كخدش سيارته المؤلم
له. ومهزوم في كل شيء. وكلما سار في طريقه اكتشفنا جزء جديد من هزيمته. حتي الادعاء
بالفحولة يثبت كذبه.
أما إذا اتخذنا المدلول السياسي لاسم الفيلم أبو صدام لوجدنا ان الأمر
ينطبق تماما علي صدام حسين فقد كان جعجاع مدعي وفي واقعه مهزوم تماما.
علي مستوي الصورة الفيلم مبهر. وعلي مستوي الأداء نجح محمد ممدوح
في تقمص شخصية سائق السيارة النقل بإبداع وتميز بأسلوب سهل ممتنع وممتع فعلا. وفي
المشاهد القليلة التي ظهر فيها سيد رجب نجح بهدوء ورازنه في سرقة الكاميرا. كذلك
قدم احمد داش نموذج شخصية التباع.
تبقي ملاحظة أثناء رواية محمد ممدوح واقعة سيدة العلمين والتي حدثت
منذ عشر سنوات لم يظهر أي تغير في مكياجه بل وحتي ملابسه. وأخيرا يستحق الفيلم عدد
من الجوائز.
صدفة غريبة
أمبارح بعد مشاهدة الفيلم مع لي لي وفيلو. أخذنا تاكسي وكان غريبا
ان نجد السواق اسمه صدام ورأينا بطاقته وأول مرة ينزل يسوق منذ سنوات كما حدث في
الفيلم.
0 تعليقات