آخر الأخبار

دك القلاع : رب العسر وأرباب غيره ..

 


 

 

علي الأصولي

 

 

ذكر القرآن الكريم وعبر احد نصوصه مسألة وحدة الرب الحقيقية وتعددها عند من أشرك بلا علم او برهان او بينة وسلطان.

 

فقد ذكر النص القرآني ما نصه ( أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان .. ). سورة يوسف/

 

وبما ان القرآن ومن خلال هذا النص أكد على بطلان أرباب الناس واعتبر هذه النوع من الأرباب مجرد أسماء تم اختراعها لجملة من الدوافع والعوامل منها نفسية ومنها كهنوتية ومنها سياسية ونحو ذلك. بالتالي كل هذه الأرباب هي أسماء وعناوين بلا معنون ولا يتوفر لأي منها الغطاء الدليلي حيث لا سلطان. فهي بالنتيجة انشاءها وعبادتها والتذرع بها من البطلان بمكان.

 

يرى العسر أن الرب الذي يحاول تصويره ينسجم تمام الانسجام والقيمة الإنسانية العليا وما اتفق عليه العقلاء من تحسين ما حسنوه على مختلف أزمانهم وأماكنهم. بالتالي ينبغي ان يسود هذا الرب الديني بعيدا عن سيادة الرب الكلامي من جهة والفلسفي من جهة أخرى. فالبشرية لا تحتاج الى رب صناعي وفرته الاغطية الكلامية الفلسفية.

 

ولو تنزلنا وهذه الدعوى إلا ان احد اهم المباني التي يلتزمها العسر في عموم مقالاته. هي النسبية المعرفية إذ لا حقيقة مطلقة ومعها فلا يمكن للعسر والتخلص من صغرى ( رَبُّ كُلُ إنسانٍ بَحَسبِه). وهذه الصغرى أوضح مصاديق كبرى النظرية النسبية عنده. بالتالي وعلى ضوء هذه الصغرى فلا يمكن للعسر ان يتهم (رب محمد) (صلى الله عليه وآله وسلم). فهو احد تمظهرات ( رب كل إنسان بحسبه).

 

بيد أننا نلتزم بمخرجات (رب محمد). (صلى الله عليه وآله). الذي عرفنا به من خلال قرآنه فهو لدينا معلوم الصفات والأحوال. بينما (رب العسر). فهو مزاجي هلامي استحساني غير معروف عند نفس العسر فضلا عند غيره.

 

نعم" الفارق بين رب العسر ورب الناس هو ان الأول يقاد والثاني يقود بالتالي" أرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات