علي الأصولي
ربما يكون من حقّك أن تُستفزّ وتتنفّر وتتأفّف وتتأوّه وتحوقل ممّا
ننشره من حقائق ومن أصحّ كتب الإسلام والمذهب المعتبرة قرآناً وسنّةً؛ لأنّها تضع
عمق إيمانك ـ الّذي لم تتخيّل يوماً أن ترى فيه نقطة سوداء صغيرة جدّاً ـ أمام سيل
من الأسئلة الوجوديّة والماهويّة المُقلقة والمزعزعة من رأس.
لكن عليك أن تعلم: أنّ هذه الانفعالات لا تحوّل الحقائق إلى
أباطيل، ولا الأباطيل إلى حقائق، وإنّما تدعوك للتّحلّي بالشّجاعة وتهيئة نفسك
وتدجينها بغية المراجعة الفاحصة لقبليّاتك الولاديّة الّتي تديّنت وتمذهبت بها؛ إذ
ليس عيباً ولا بدعاً من الفعل والقول أن تكتشف خطلها أو بطلانها في سياق الدّليل؛
فهذا هو شأن البحث العلميّ ومقتضيات الدّليل، انتهى؛
قلنا "
أولا: التوصية بعدم الاستفزاز صحيحة ولكن بشرط كون ما يطرح حقيقة
منظور لها من منطقة محايدة، وأما إدعاء حقانيتها مع تسجيل كم هائل عليها من
ملاحظات ابتداءا بالانتقائية بالعرض وليس انتهاءا بفذلكة المغالطات، فهذه لا تسمى
حقيقة إلا في ذهن صاحبها. إذ يمكن وصفها بالتوهمات.
ثانيا: قلنا مرارا وتكرارا انه لا يوجد مصطلح علمي بأسم اصح كتب
الإسلام، وحتى ما صح عند جمهور السنة وصحاحهم فهذا غلط في المنهجية العلمية.
بالتالي دعوى اصحية الكتب - عدا كتاب الله - مغالطة مررت بسلاسة على أغبياء
المتابعين ومن يتوق للإنفلات من الدين.
ثالثا: كذبة الأسئلة الوجوديّة والماهويّة. التي قرأها أنصاره بلا
فهم ولا معرفة وكأن ما سقته فتح الفتوح مخجل عند من له اقل المام بالفلسفات
ونظريات المعرفة. لأن الأسئلة الوجوديّة الكبرى من قبيل تفسير وجود الإنسان
وغاياته وأهدافه وإذا ارتفع السقف فهي محاولة للبحث عن العلة الأولى وما يتعلق بها
ونحو ذلك. وأما أن يكون اقل سقف لاثاراتك مشكلتك الشخصية مع أستاذك وأعلى سقف
لإثاراتك القرآن البعدي وما بين كل ذلك عدم وجود الإمامة الإلهية وسلوكيات النبي
والأئمة (عليهم الصلاة والسلام). البدوية وعدم اعتبار نصوصهم دائمية ونكاح وسبي
ومغانم ونحو ذلك. كل هذه المفردات لا علاقة لها بدعوى - سيل الأسئلة الوجوديّة
والماهويّة - المقلقة.
رابعا: يفترض أن نخضع للدليل وللدليل وحدة بشرط صحة هذا الدليل
وعلميته ومنهجية البحث والانطلاق من - المنطقة المحايدة - وأما أسلوب الانتقاء
والإجتزاء والعامل النفسي الذي أصاب الخصم ومشكلته بمؤسسة الجواد وحادث السيارة
التي قادها الخصم بسرعة جنونية وفقد السيطرة عليها مما تسبب بانقلاب السيارة ووفاة
أمه (رحمها الله). وغيرها من مسائل شخصية لا ارغب بالخوض فيها كونها شخصية ومنها
مخجلة. تجعل الآخر يتحرز من دعوى البحث العلمي المحايد والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات