"رأفت السويركي"
سفر جديد من أسفار "القراءة اليوسفوية" إذا صلح التعبير
- انتساباً إلى متصور فعل النبي يوسف الصديق الذي قرأ "المضمر" في خطاب
الرؤى والأحلام ببراعة الإلهام – ليكون وصفاً خاصاً لجهود شيخ العربية الأستاذ
الدكتور أحمد يوسف علي المعاصرة بكل رصيد أسفاره التي تفخر بها المكتبة العربية
وجلاس طاولاتها.
كتاب "تجربة قراءة الشعر – نحو محاولة للفهم"؛ الذي بفضل
الله وأمره يصدر قريباً عن دار الرُّبى للنشر والتوزيع؛ يثير شهيتنا المتلهفة
للتمتع بما يفيض به من مفاهيم وعطاء ارتحال في متون الخطاب؛ بمهارة الشيخ الحكيم
الممسك بتلافيف القول؛ والمدرك لأبعاده؛ والقابض بيده على ثراء الحروف والمقصود من
رسائل البلاغة بكيميائية التوليف والتركيب والتأليف؛ والتي يحددها القول القرآني
الكريم حول الحقيقة البلاغية للشعر والشعراء (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ
الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) صدق الله العظيم.
لذلك يصف شيخنا الكريم تجربته في القراءة تلك والدامجة بين الشعر
والحب بأنها (... عمل يهتدي بروح العلم ومبادئه في تحديد المقرؤ وتصنيفه وتمييزه
عن غيره، ثم تحليله وتعليله للخلوص إلى نتائج لا تتناقض أبداً مع المبادئ التي
نهضت عليها القراءة واهتدت بروح العلم).
وهكذا يهدينا أستاذنا إلى الطريق الذي قطعه العقل العربي بالذائقة
والتفكر في خطاب "الشاعرية" العتيق العميق؛ وقد تلبست به الأمة فتغلب
عليها... لذلك فكلنا في انتظار هذا السفر بشغف كبير.
0 تعليقات