آخر الأخبار

أيهما أشد خطورة أوميكرون أم دلتا؟

 


 

 

د. محمد إبراهيم بسيوني

 

 

الذين يصابون بالمتحور أوميكرون هم أقل عرضة للمرض الشديد من أولئك الذين يصابون بدلتا وذلك طبقا لبيانات أولية عن شدة المرض من المقرر ان تنشرها قريبا وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA).

 

العديد من البيانات المبدئية التي تشير الى ان اوميكرون اقل خطورة او اقل فتكاً عند مقارنته بالمتحورات السابقة تعتمد على مقارنة: نسبة عدد الحالات الشديدة (مثلاً من احتاجوا الى دخول المستشفى او حالات الوفاة بعد الاصابة بالمتحور) الى إجمالي عدد المصابين بالعدوى بنفس المتحور. ولكن علينا ملاحظة ان هناك عاملين سيؤثران بشدة على فهمنا للموقف عند النظر الى البيانات الأولية (كما في الوضع الحالي):

 

تأثير سرعة انتشار المتحور مع تأثير قدرة المتحور على تكرار إصابة reinfection الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا أو تم تطعيمهم.

 

- العامل الأول:  تأثير التفاوت الكبير في سرعة انتشار المتحور في ظل وجود فجوة زمنية بين الإصابة بالعدوى وحدوث تدهور في بعض الحالات لتصل الى الدرجة الشديدة (الحاجة الى دخول مستشفى مثلاً) لذا فعند المقارنة بين متحورين A وB مثلاً وبافتراض كونهما في الحقيقة متساويين في قدرتهما على الفتك بالمرضى (إصابتهم بالحالة الشديدة من المرض مثلاً) لكن احدهما أسرع انتشاراً من الآخر بفارق كبير

 

مثلاً: ان يكون احدهما قادر على مضاعفة أعداد المصابين بالعدوى به كل 20 يوم مثلاً والمتحور الآخر قادر على مضاعفة الأعداد كل يومين  فستبدو النتيجة دائما -على غير الحقيقة- وكأن المتحور الأسرع انتشاراً هو الأقل فتكاً.

 

فعند مقارنة نسبة عدد من احتاجوا الى دخول المستشفى بعد الإصابة بكل من المتحورين الى إجمالي عدد المصابين بالعدوى بنفس المتحور بعد 20 يوم مثلاً.

 

فمثلاً إذا كانت أعداد الإصابة بالعدوى 100 حالة في اليوم الأول لكلا المتحورين وبعد مرور 20 يوماً احتاجات حالتان من ال 100 الى دخول المستشفى في كلا المتحورين سيكون عدد الحالات الشديدة ثابت في كلا المتحورين..

 

لكن خلال تلك المدة سيكون هناك فارق كبير بين إجمالي عدد الحالات المصابة في المتحورين … حيث سيسجل احدهما رقم كبير جداً (ناتج عن 10 عملية تضاعف) … بينما سيسجل المتحور الآخر رقماً اصغر بكثير (ناتج عن تضاعف واحد).

 

لذا عند مقارنة نسبة عدد من احتاجوا الى دخول المستشفى بعد الإصابة بالمتحور الى إجمالي عدد المصابين بالعدوى بنفس المتحور بعد مرور ال 20 يوم فستظهر النتيجة دائما وكأن المتحور الأسرع انتشاراً هو الأقل فتكاً على غير الحقيقة.

 

فسيكون البسط ثابت في المتحورين … بينما المقام مختلف (يحتوي على رقم ناتج عن 20 عملية تضاعف في احدهما بينما المقام في المتحور الأخر سيكون ناتج عن تضاعف واحد) … فتبدو النتيجة وكأن المتحور الأسرع انتشاراً هو الأقل فتكاً.

 

- العامل الثاني: تأثير التفاوت الكبير في  قدرة احد المتحورين على تكرار إصابة reinfection الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا أو تم تطعيمهم عن المتحور الأخر

فمثلا ينتشر متحور اوميكرون بين مجموعة بشرية لديها قدر من المناعة  (فهناك مايقرب من 270 مليون إنسان سبق إصابتهم بالفيروس وهناك مايقرب من 4.5 مليار إنسان تلقوا اللقاح  و 3.5 مليار منهم تم تطعيمهم بشكل كامل)

 

الجمع بين العدوى والتطعيمات السابقة ساعد على بناء المناعة لدى تلك النسبة من السكان … وهذه المناعة رغم انها قد لاتكون مثالية لأنها لا تستطيع منع العدوى تمامًا … لكنها قد تكون كافية للحماية من المرض الشديد الذي يمكن للمتحور أن يحدثه.

 

لذا فعند حساب نسبة الحالات الشديدة الى اجمالي حالات الإصابة بكوفيد-19، فإن المقام سيتضمن الآن العديد من حالات تكرار العدوى و كذلك من سبق تطعيمهم (التي كانت محمية من العدوى بدرجة اكبر مع المتحورات السابقة).

 

ولكن في الأشخاص ذوي المناعة المحدودة أو الضعيفة (مثل غير الملقحين أو كبار السن أو الذين يعانون من ضعف المناعة) قد يظل المتحور الجديد قادرًا على التسبب في مرض شديد لهم بنفس الدرجة كسابقيه … لأنهم لا يتمتعون بالحماية التي تمنحها المناعة الموجودة مسبقًا.

 

لذا علينا ان لا نعتمد على الاستنتاجات المبنية على البيانات الاولية الحالية بأن المتحور اوميكرون اقل خطراً من سابقيه  … ونبادر الى تلقي التطعيم والجرعة التنشيطية فور توفرها.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات