هادي جلو مرعي
يترقب العالم نهاية ماراثون التفاوض الأوربي
الأمريكي من جهة، والإيراني من جهة أخرى، مع حضور الوسيط الروسي الذي يحاول
التقريب بين وجهات نظر مختلفة، ومتقاطعة لطرفي الأزمة الحقيقيين الأمريكي
والإيراني حول الملف النووي الشائك الذي وقع العام 2015 لكنه نقض بقرار من الرئيس
السابق دونالد ترامب الذي عده في غير صالح واشنطن، وأراد اتفاقا جديدا تذعن فيه
إيران للشروط الأمريكية دون أن تعترض في مطارحة واضحة للسلوك الذي انتهجته الإدارة
الديمقراطية السابقة، والإدارة الحالية التي عادت الى التفاوض مجددا، لكنها تحاول استدراج
طهران لاتفاق يكون نصرا لإدارة بايدن التي تنزف نقاطها في معركتها مع الجمهوريين
في غرفتي الكونغرس، وهي راغبة في إقناع الشعب الأمريكي بضرورة عقلنة السياسة
الخارجية، لكن ذلك يصطدم بالخصوم الداخليين الذين يرون إن بايدن ليس هو البديل
الأفضل لترامب، ووجود فئات مجتمعية صدمت بأداء الرئيس الجديد، وأرهقتها الدعاية
المضادة للجمهوريين الذين يرون بأن إدارة بايدن يمكن أن تتسبب بمزيد من الخسارات
الخارجية، ولابد من إعادة توجيه الدفة، وتصحيح المسار.
وبالرغم الرغبة الكبيرة التي تظهرها الإدارة
البيضاوية في آنتزاع إتفاق يلبي شروطها، لكنها تضع المزيد من الشروط التي لاتريد
طهران تلبيتها، وتمانع في الرضوخ لها رغم ماتتعرض له من ضغوط، وإتهامات بعرقلة
المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، وهنا يكمن الخطر الذي قد يدهم تلك
المفاوضات، ويطيح بها، فالمرشد الإيراني يرفض تحويل البرنامج النووي الى برنامج
تسليحي، ويريد أن يكون مدنيا، مع وجود برنامج تسليحي معقد صاروخي مواز للبرنامج
النووي، وفي حال فشل المفاوضات، وهو مايأمله الفريق الإيراني الآخر المناويء
للمفاوضات، ويراها انتقاصا للمصالح الإيرانية، ويرى إمكانية الانتقال من البرنامج
المدني الى التسليحي باعتبار وجود تهديد نووي إسرائيلي يتطلب الرد بالمثل بعنوان
الردع المتبادل الذي أصبح سياسة عالمية ثابتة، وهو مايثير قلقا كبيرا خاصة مع
إمكانية ان تقوم إسرائيل بهجوم على المواقع النووية الإيرانية، ومالذلك من تبعات
خطرة على بلدان المنطقة، وإمكانية تحول ذلك الهجوم الى حرب مفتوحة وممتدة وعلى
جغرافية واسعة.
في هذه الأثناء تتوقف المفاوضات بعد إتمام
مسودتي تفاهم سيتم النقاش فيهما بعد الاستراحة المتفق عليها، وهناك تفاؤل بحسب
المندوب الروسي الذي يرى أن هناك ماتم التأسيس عليه لإنجاح المفاوضات مع الشد
والجذب بين طهران وواشنطن، والتصريحات القوية التي يطلقها كل طرف، وعلى أمل العودة
القريبة الى فيينا فإن نقاشا كبيرا سيكون الشاغل لعواصم عدة معنية بالاتفاق، وترغب
بإنجاح المفاوضات، يقابلها من يريد إفشالها كالكيان الإسرائيلي الذي يتهم إيران
بأنها تريد برنامجا عسكريا يهدد وجودها ومستقبلها في منطقة تجد أنها محاصرة فيها.
0 تعليقات