آخر الأخبار

تزوير التاريخ.. وكسر الضلع

 

 




عز الدين البغدادي

 

 

ما أرجوه أن يكون نظرنا وتفكيرنا في الأمور متزنا بعيدا عن التعصب والاندفاع، فمن خلال المناقشات التي حدثت بعد نشر موضوع "من كسر ضلع فاطمة؟" طرح كثير من الإخوة رؤية تقول بأن كتب العامة لم تذكر الحادثة لأن مؤلفيها كانوا تحت تأثير السلطة والتاريخ كما يقال يكتبه المنتصر.

 

في كتابي "بيت العنكبوت نظرية عدالة الصحابة بين الإثبات والثبوت" كان هناك باب كامل عن "حرب الفضائل" في ستة فصول، بينت فيها ما بذل في سبيل التغطية على فضائل الإمام علي (ع)، وذكرت فيها شواهد كثيرة على ما حصل فيها من تزوير وتحريف وغير ذلك.

 

لكن كيف وصلت لنا روايات فضائل الإمام علي؟ هل أخذناها من مثل "الثاقب في المناقب" و"عيون المعجزات" و"مدينة المعاجز" وهي كتب تروى الغرائب وتفتقر للمنهج؟ لا بالتأكيد بل لقد وصلتنا عن طريق الصحيحين ورواها احمد في مسنده والنسائي (شهيد حب الإمام علي) والترمذي وابن ماجة والحاكم والهيثمي وغيرهم.

 

هذه كانت الكتب الأساس التي روت فضائل علي. بل وأزيدك لقد روي في فضائل بعض الصحابة روايات، لكن تم ردها من قبل علماء أهل السنة، فمثلا قال العجلوني عن الموضوعات التي اشتهرت بين الناس والعلماء فقال: فضائل أبي بكر الصديق (رض) من أشهر المشهورات من الموضوعات كحديث: إن الله يتجلّى للناس عامة ولأبي بكر خاصة، وحديث: كان رسول الله (ص) إذا اشتاق إلى الجنة قبّل شيبة أبي بكر، وحديث: أنا وأبو بكر كفرسي رهان …. الخ.. ورغم كثرة الروايات التي وضعت في فضائل معاوية إلا أنهم نصوا على انه لم يصح في فضائل معاوية شيء. بل وأزيدك فإنّك عندما تنظر في حدث كبير مثل الثورة الحسينية ستجد أن أول واهم مصادرها كانت سنية، فالطبري هو الذي نقل لنا "مقتل الحسين" لأبي مخنف الذي فقد، وتجد في كتاب "البداية والنهاية" أن ابن كثير رغم المؤاخذات عليه من الشيعة فإنه ذكر واقعة الطف بأدق تفاصيلها، بل حتى الأشعار والأراجيز التي قيلت في المعركة. وتجد أيضا ابن العديم في "تاريخ حلب" يذكر تفاصيل الفاجعة دون تردد وغيرهم وغيرهم.

 

بينما لم يتكلم احد من المؤرخين عن كسر الضلع، بل تجد مؤرخين شيعة أو قريبين الى الشيعة مثل اليعقوبي أو المسعودي أو ابن أبي الحديد لم يذكروا ولم يتطرقوا الى قضية كسر الضلع من قريب ولا بعيد، رغم خطر القضية وأهميتها وفظاعتها على فرض وقوعها.

 

لو كان هناك إمكان لإخفاء أحداث كبيرة، لما حدثوا بما فعله خالد بن الوليد مع بني جذيمة ثم مع بني يربوع وقتله مالك بن نويرة وزواجها من زوجته وهي في عدتها، ولأخفوا ما حصل من أخطاء في خلافة عثمان بن عفان فضلا عن الثورة التي حصلت عليه ومن قام بها وبعضهم بدريون‼

 

إن إخفاء مثل هذا الحدث غير ممكن، نعم أقصى ما يمكن أن يفعلوه هو ان يبرروا أو يؤولوا تصرفات الصحابة كتأويل بعضهم لمعاوية بأنه اجتهد واخطأ. بينما لم يرد أي ذكر في أي كتاب معتمد على قضية كسر الضلع.

 

 

 على بن أبى طالب وعمر بن الخطاب ........ قراءة تاريخية (1)

إرسال تعليق

0 تعليقات