عز الدين البغدادي
قبل سنوات كتبت كتاب "حقائق الإيمان وحقائق العرفان"
وكان الفصل الأخير فيه عن "الإلحاد" وهو أكبر فصول الكتاب ويقع في 50
صفحة، وبسبب طلب وإصرار بعض الإخوة على كتابة شيء مستقل عن موضوع الإلحاد فقد رجعت
إلى هذا الفصل وتوسعت فيه حتى صار كتابا مستقلا تحت عنوان "بيان الفساد في
مغالطة الإلحاد" طبع في بغداد مرتين، والكتاب حاز بفضله تعالى على اهتمام
وتقدير، حتى إن طلبة مدرسة محمد باقر الصدر في النجف الأشرف اقبلوا كثيرا على
شراءه، وذلك لأن المرحوم السيد نور الدين الأشكوري وهو مدير المدرسة قرأ الكتاب
وأعجب به، وحث الطلبة على قراءته.
وبعد فترة، عرض علي د. سعيد عبيري من جامعة المصطفى في إيران أن
يكون الكتاب منهجا لطلبة الدكتوراه في الجامعة، لكن اختلفنا على تكلفة ترجمة
وطباعة الكتاب. اتفقت على طباعته مع دار الرافدين، وهي دار تربعت مؤخرا وأخذت مساحة
واسعة بغزارة وتميز إنتاجها المعرفي، طبع الكتاب وفي غضون أشهر قليلة ورغم ظروف
كورونا فقد نفذت الطبعة الأولى، وطلبت مني الدار أن يطبع طبعا ثانية، وهو ما حصل
فعلا.
قبل اكثر من شهرين زرت السليمانية وأهديت أخي الفاضل المتميز علما
وخلقا أستاذ ژيوار المدرس عددا من النسخ، وقد قام مشكورا بإهداء عدد منها الى
مجموعة من مثقفي السليمانية، وقد ابلغني ان الأستاذ المترجم عبد القادر أ. الذي أهدى
له نسخة من الكتاب أعجب به جدا بالكتاب درجة الانبهار، ووصفه بأنه كتاب لم يصنف
مثله.. وقبل أسبوعين اتصل بي وقال لي: قبل فترة أهديت نسخة من الكتاب للأستاذ إ.
ك. وهو شخصية محترمة جدا، مثقف وله جذور اخوانية وهو كما قال لي ليس طائفيا، لكنه
مؤخرا اخذ موقفا نفسيا من الشيعة، قال لي: عندما أعطيته الكتاب سألني: هذا الكتاب
لشيعي؟ قلت: نعم، قال: لا أقرأه، قلت له: اقرأه لخاطري، وبعد إلحاح مني وتردد منه
قال لي: سأقرأه لخاطرك.. يقول أستاذ زيوار: اتصل بي لاحقا وأعرب عن إعجابه بل
وانبهاره بالكتاب، وضرورة التواصل وما إلى ذلك.
الشيعة جزء أصيل من الأمة، حملوا همومها ودافعوا عن قضاياها بالفكر
والدم، وقدموا ويقدمون الكثير. إنه لجميل أن تقدم اهلك وقومك بما يجمل صورتهم،
وقبيح ان تقدم عنهم صورة منفرة بائسة.
0 تعليقات