بقلم /حسن حامد السيد نورالدين .
قال أحد الكُتاب «أن النفاق هو تعلُّم علم اليقين وبالأرقام أن
المجتمعات الأكثر تديناً في العالم هي أيضاً الأكثر فساداً في إلادارة والأكثر
إرتشاءً في القضاء ، والأكثر كذباً في السياسة والأكثر هدراً للحقوق، والأكثر
تحرشاً بالنساء ، والأكثر إعتداءً على الأطفال ، ثم تقول للناس " إن سبب فساد
الأخلاق هو نقص الدين » قد صدق الكاتب في ما روى وكأنه عاش في السودان ما دفعني
للكتابة عن الحركات الدارفورية وإنعكاساتها على العقلية النُخبوية ليس من فراغ بل
هنالك تضجُّر من قِبل البراغماتية لوجودها في الخرطوم ، عدم معرفتنا بذواتنا خاصة
صُناع الرأي العام وفاتنات "السوشيل ميديا"الأمر فيه غرائب.
لماذا لم يتطرقوا إلي الأسباب التي أدت لوجود الحركات في الخرطوم ؟
وهل هي أجنبية؟ بالطبع لا من هنا تتكشف الأقعنة السوداء لممارسة الخُبث السياسي
والدهاء النُخبوي بالتجريم ضد أصحاب الحقوق المطالبية ،كان ماينبغي أن يتم مناقشة
تنفيذ بند الترتيبات الأمنية لبناء الثقة ومنها يتم الدمج تلك هي الرؤية الوطنية أو
النافذة الحقوقية لحل المُشكِل ،والبعض يتخفّى وراء النفاق الذي لا يجدي نفعاً في
وقت يشهد فيه السودان الضنك السياسي والتفكك الثقافي والتباين الإجتماعي شئنا أم
أبينا السودان إلي الهاوية إن لم نتفق أدركوا الوطن قبل تنفيذ الخُطة "ب"
كيف نُحلِل وقائع حركات الكفاح المسلح في الخرطوم .
منذ توقيع الوثيقة الدستورية بين قوى الحرية والتغيير وحركات
الكِفاح المسلح والمجلس العسكري ،تم بيع المطالب الحقوقية في سوق عُكاظ إن لم نقل
النخاسة إن كانت القوى المدنية أو الكفاح المسلح ،فيها من راهنت نفسها على
المحاصصات الوِزارية في حضن المجلس العسكري ،وتوقيع إتفاق جوبا الثالث من
إكتوبر2020م مغازلة بين الغابة والصحراء والتلاعب بحقوق المواطنين في مناطق
المعسكرات واللجوء ،وحركات الكفاح المسلح لا تحتاج للدمج الآن لأنها تحوّلت
لمدنيين حول العاصمة حسب التراتيبية الإجتماعية والوظيفية منها ،فلم تعد لها دور
في المناطق المُحررة ،ومن ينظر دون ذلك يسكن في بُرج عاجي يحتسي القهوة ،ولا يدري
حيث لا يدري. ووجودها خطراً على الدولة حسب ثقافة البراغماتية .تحوُّل حركات
الكِفاح المُسلح إلي مدنيين في العاصمة والأقاليم قد لا يتحسَّب البعض فيها بعملية
الدمج الإجتماعي الإثني المناطقي والحقوقي بمعنى أن تترك الحركات دمج الترتيبات
الأمنية بعد تعثِّرها من قِبل المجلس العسكري وتتحول إلي ثورة مدنية للضغط على
البرهان «الحاج يوسف ،جنوب الحزام،أمبدات » هناك ترسانة إعلامية بثلاثيتها لم تنشر
الوعي عن مآلات الأشياء بل ستُفاقم الأزمة من جديد وبث خطاب الكراهية
ك"إحتلال الخرطوم"السودان،وطن للجميع وليس لمجموعات تدعي الوطنية
بالأحادية الإثنية أو بالقبلية المقننة فباتت المظالم التأريخية السِمة السائدة في
أقاليم الهامش السوداني دعك عن ممارسة العنصرية والتعنصر في المؤسسات المدنية بقباحتها
والمنظومة الأمنية بسذاجتها إن لم نتكلم بالحقائق سنعيش في أتون الجحيم إلي أن يرث
الله الأرض ومن عليها.«الحقيقة مُرة »
مستقبل البرهان في إدارة دفة الحُكم وحميدتي بين السقوط والهبوط .
المتتبع للراهن يُصيبه الزكام في كيفية إدارة الدولة والتنافس بين
المؤسسة العِملاقة والمليشيات ،المرء لا يُصدق هذه الفوضى. على البرهان أن يُسلِّم
السلطة للمدنيين ويرجع للثكنات العسكرية لإعادة ترميها من جديد بدمج مليشيات
الجنجويد ولبناء الثقة بين الجيش والوطن ،وسياسة النظام المُباد قد قُبِرَت في
أحمد شرفي كما قيل ،الشعب السوداني مُعلَّم الشعوب في الثورات الظافرة التي تفضِ
إلي خلق وطن معافى من الدكتاتوريات ؛ تشبث البرهان بالسلطة وناطقه الإعلامي ليس
بالضرورة بالسلطة السياسية الخاصة بالمدنيين ،بل يجب أن تتوجه مثل هذه الترسانات
الإعلامية لإسترجاع المناطق المحتلة كبني شنقول ،وحلايب وشلاتين والفشقة بصورة
نهائية الأمر لا يحتاج إلي تفكير بل التنازل عن الذات والتواضع للشعب بحقوقه
المدنية ،الإستبداد السياسي وكبت الحريات ، ثقافة الدولة العميقة التي لا تعترف
بالمدنية ،بل تُسخر مجهوداتها نحو الذات وحميدتي لن يرجع إلي دارفور مرة أخرى كما قاله
الدكتور ،محمد جلال هاشم ؛هل تساءل البرهان عن إنقلاب 25 إكتوبى نصر له أم لا؟! من
صدقه فهو كذوب ، بل عار عليه للإنقضاض على الإنتقال لغرق اولة في شِبر خوية .
وإعتماد البعض على قرار مجلس الأمن والدفاع الأسبوع الماضي بتوجيه حركات الكفاح
المسلح بالتجمع خارج العاصمة الخرطوم ،،فرفرة مذبوح ،، لن تُخرج الحركات المسلحة
البتة بل إتخذت مساكن مدنية داخل العاصمة المثلثة وليس هناك توتراً أو تذمراً
لقادة الحركات كما يدعيها البعض ،بل نعِمة ونغِمة في نفس الوقت ،لا تفرح يالبرهان
مستقبلك قضى على الدولة السودانية والشعب النخوة ،مجلس الأمن لا يستطيع حل المشكلة
السودانية ،ولا مجموعة الترويكا،ولا الهِبات الدولية ،الحل أن يتواضع الشمال النيل
السلطوي وليس المواطن الشمال النيلي حتى لا يُحدث لبس في المعنى .
كيف نفهم الأزمة والحلول النهائية للتسوية
من سُخريات القدر أن تكون الأمراض المستعصية في البلاد تكرار
الإنقلابات العسكرية وتوريث أجيال الإنقلابات بالتبني السياسي لإدارة دفة الحُكم
بالخُزعبلات هذا هو بيت القصيد ،لا يُمكن أن تفشل الدولة السودانية لستة عقود
ومازالت هذه الثقافة سائدة هل الشعب السوداني كان مغيّباً ؟!بالطبع لا بل ساهم أيضاً
بهذه الثقافة بإيعاز من المؤسسة العسكرية ،لا يوجد تحوّل ديمُقراطي والدليل على
ذلك توقيع الوثيقة الدستورية «بشيك على بياض » مع قوى الحرية والتغيير بُغية
الإستوزار اللحظي ؛ولم تخاطب جذور المُشكل «شكل الدولة ومستويات الحكم ،وعلاقة
الدين بالدولة والعكس، والتمييز الإيجابي » إرتماء المدنيين في حواض الإنقلابيين
،لهو أكبر الأخطاء التي نُعيشها الآن لا جديد في الساحة السياسية السودانية ،ولم
يكن هنالك من يحمل السلاح مرة ثانية في مناطق الهامش ،بل سيكون في الخرطوم محل
الرئيس بينوم والطائرة بتقوم والأيام حُبلى بالمفاجئات ،حتى الحركات التي وقعت
الميثاق تو فلتذهب إلي مزبلة التأريخ لأنها تنكبت الطريق وتركت آثاراً وخيمة في
معسكرات النازحين أما بعض الحركات الأخرى إحتفظت بماء وجهها لحين إشعار آخر .
السودان في مثواه الأخير وفي مفترق طُرق
كيف الخروج من النفق ؟!
لن نؤمن حتى نرى السلام واقعاً معيشاً في ربوع الوطن الحبيب
والمدنية الطريق إلي الحرية .
ثقافة الدولة العميقة قد تلاشت حتى في بعض الدول الفاشية ،لابد من
التضحية والفداء لإنقاذ مايمكن إنقاذه .
لكم .....شكري....وتقديري
الخميس الموافق 27/1/2022
0 تعليقات