فتحى خميسى
الأصدقاء :
ما قامت به معلمة المنصورة لا يدينها وهو لا يعني غيرها بحال من
الأحوال ! والرقص أو الغناء مسألة شخصية لكل إنسان حرية تدبر أمره فيها .. وليست
ممارسة الفنون بعيب في مصر وإنما هي ميزة من مميزات الشعب المصري الذي يحب الفنون
ويمارسها بشوق وحرارة وتفاني ، بل إن أهم مميزات مصر هي أنه شعب فنان ..
ولا يمكن أن يكون ذلك
مخالفا لدينه وخلقه ، وعلي العكس تماما فإن ذلك يرقق الطباع ويهذب النفوس ..
ممارسة الفن سلاح التهذيب الذي شذب به المصري سلوكه عبر التاريخ . ولذلك فإن صور
الفرق الموسيقية والمنشدين والمنشدات والراقصين والراقصات هي المشترك الأكبر من
بين كل رسوم ومنحوتات أجدادنا الفراعنة ، وإذا هاجم ممارسة الفن في مصر رجل ليس
مصريا فذلك سيكون راجعا إلي أنه ليس مصريا .
ومعلمة المنصورة لم ترتكب
أي جرم في مزاولة الرقص ، بل إن رقصها ليس إلا جزء طبيعي جدا وأكثر من عادي من ضمن
عادات الاجتماعات والرحلات المصرية ومنذ زمن الفراعنة ! هل تعرفون أن في اليونان
القديم "الاغريق" كان للمصريين حي سكني خاص بهم عند الإغريق أسمته
الإغريق "الموسيقي" أي "حي الموسيقيين" ؟ بل ولأنهم - لتميزهم
الموسيقي - كانوا محاطين بحب وإعجاب في كل مكان باليونان القديم ، وإن أفلاطون دعي
لتقليدهم وسير اليونان موسيقيا وراء فنهم ! قائلا : "ان الموسيقي المصرية
تتفوق على اليونانية" وإن "المصري مؤدب ومهذب بسبب ترقيه الموسيقي"
.
وفي الواقع العملي ووفقا للآثار القديمة ووفقا للآلات الموسيقية
القديمة المتروكة فإن الظاهر لنا هو أن موسيقي الفراعنة كانت أكثر نماء من زميلتها
الإغريقية أو زميلتها الرومانية "ابنة الإمبراطورية الرومانية"
وطبعا كان هذا التطور داعيا للحسد والغيرة بل وداعيا لسب وتجريم
النشاط الموسيقي المصري ! وكذلك لعن الرقص والرسم والنحت وكل نشاط فني مصري . وكل
هذا لأن المصري كان إذا مارس فن من الفنون برع فيه وأجاد حتي لاحظت الأقوام
المجاورة تفوقه .
أفرجوا عن المدرسة المصرية وقدموا لها الاعتذار الواجب . الله يخرب
بيوتكم
0 تعليقات