حمدى عبد العزيز
13 يناير 2022
منذ أسبوع حدثني صديقي مجدى شرابيه
قائلاً :
- إيه رأيك هانفوت عليك في الاسكندريه أنا ومجدي عيسي
مجدي ابراهيم عيسي السايس
ومحمد ياسين يوم 20 يناير عشان احمد يوسف هاييجي من القاهرة
وهايخدني بعربيته من كفر الدوار لاسكندريه وهانقابل صديقنا المشترك عبد الرحيم
شهيب وهانروح نزور عم أحمد مصطفي ؟
عندما سمعت اسم عم احمد مصطفي Ahmed M. Mostafa
فرحت جداً لأن كل مصافحة لعم احمد مصطفي منذ ان كنت شاباً كانت
تمثل بالنسبة لي شرفاً وفخراً وسعادة ذاتية مابعدها سعادة .. ذلك لكوني اعرف أنني
أصافح عبقاً مهماً من تاريخ الحركة الوطنية المصرية ..
كان ذلك هو شعوري في ثمانينيات القرن الماضي عندما أراه وأسرع
متقدماً نحو مصافحته علي هامش اجتماعات اللجنة المركزية لحزب التجمع أو في مؤتمرات
الكادر التي كانت تتم في الأسكندرية والبحيرة
ذلك لأنه أحمد مصطفي الذي كان بطلاً وطنياً مصرياً تروي عن بطولاته
في مقاومة الاحتلال الإنجليزي الحكايات والروايات علي لسان معاصروه من شباب الحركة
الوطنية المصرية وقتها .. كان أستاذي المرحوم حسين عبد ربه أو (الرفيق سليمان)
عندما يدرس لنا طريقة حماية أمننا (كيف نعمل ونحافظ في نفس الوقت علي أنفسنا ومن
معنا من الرفاق بمأمن عن مداهمات الأمن ، وماهي الاحترازات الواجب إتباعها عند
حدوث المداهمات) ، ولأننا وقتها كنا مضطرين للعمل السياسي بالجمع بين شكله العلني
وطابعه السري نظراً للآلة البوليسية القمعية منذ أن ترصد السادات العداء لمختلف
تيارات اليسار المصري ووضعها تحت الملاحقة البوليسية المستمرة .. كان الرفيق
سليمان يلقي علينا محاضرات تتضمن تجارب مناضلي الحركة اليسار المصري في الأربعينيات
والخمسينيات لمواجهة الهجمات والمداهمات البوليسية ..
لم يجد حسين عبدربه مثالاً أوضح من بطولات احمد مصطفي وتجاربه في
الكر والفر في مواجهة جنود الإنجليز وعساكر قلم البوليس السياسي المصري معاً ،
وكيف كان يفلت من مطاراداتهم ، وكيف أفلت من مواجهة حكم الإعدام عندما ألقي القبض
عليه في إحدي العمليات الفدائية عندما أنهك جلاديه والمحققين معه ولم ينطق باعتراف
واحد في مواجهة عشرات الأدلة التي كانت كفيلة بإيصاله لحبل المشنقة ..
ثم كان لمدينة الأسكندرية أن تشهد بموانيها وأحيائها وشوارعها
وأزقتها نضالاته في السبعينيات والثمانينيات انحيازاً للوطن وعماله وفلاحيه وجميع
شرائحه التي جاءت سياسة ماسمي بالانفتاح الاقتصادي لتهدد حياتهم الاقتصادية والاجتماعية
وتهدد مستقبل أجيالهم عبر بدايات تقويض الصناعات المحلية وضرب قاعدة الاقتصاد
الوطني وهيمنة تحالف شرائح الطبقات الرأسمالية وسياسات التبعية ..
قاوم احمد مصطفي - عبر النضال الشعبي الديمقراطي - هذه السياسات
وناضل ضد صناعها بنفس الشجاعة والبسالة التي قاوم بها الاحتلال الانجليزي بالقنابل
والعمليات الفدائية البطولية ..
كنت كلما رأيت أستاذنا وعمنا المناضل الوطني الجليل كلما قفزت إلي
ذهني صوره كبطل ، وكلما سألت نفسي مندهشاً كيف يحمل رجل ما كل هذه التجارب وهذه
البطولات علي كاهله ويكون علي هذه الحالة من التواضع والبساطة يقابل الجميع بوجه
مبتسم بشوش ممتن لمصافحه علي المصافحة منصت لمحدثه أيما كان وأياً كانت مرتبته
الحزبية وقدره النضالي؟ وكيف كان ينحني لنا نحن الشباب بالتبسم وتلمع عيناه
النبيلتين بالفرح عندما نصافحه ..
كنت احلم بمصافحته ومحادثته خلال الأسبوع القادم عندما كنت سأتوجه
إليه في منزله ضمن صحبة من الرفاق ..
لم يمنحني القدر حصد فرحي الخاص كما منحني من قبل عندما حادثت
البطل الاستثنائي احمد مصطفي علي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، أو من قبل ذلك
عندما كنت أقابله في المعارك النضالية واللقاءات التي كانت تدور في الإسكندرية في
ثمانينيات القرن الماضي .
كنت سأسأله
عن كتابته لتجربته وتسجيلها للأجيال القادمة ..
وكنت سأسأله
كيف كنت تمتلك كل هذه القدرة علي التواضع ونكران الذات ؟
لكنه فضل الذهاب إلي حيث تلتقي الأرواح النبيلة بالسكينة والسلام
الخالد والراحة الأبدية ..
سلام ياعمنا وتاج رأسنا
البطل الجميل
وصبراً جميلاً يا أستاذه أمل...
0 تعليقات