أدم حاج موسى
• ظهر فى ساحتنا الاريترية مؤخراً وبشكل تدريجي على وسائل التواصل
الاجتماعي وبخاصة على صفحات الفضاء الأزرق الفيس بوك أفراد من المندسين بين مكونات
المعارضة الاريترية أو من المحسوبين عليها باي حال من الأحوال تحت مسميات عديدة
طوال السنوات الماضية وظلت تلك المجاميع تعمل ك " طابور خامس " داخل
فعاليات العمل المعارض منذ مدة سبقت الحرب الأهلية الإثيوبية الجارية وتدخل عصابة
افورقى بكل ثقلها فى صميم تفاصيلها تخطيطاً وتنفيذاً وتمثل نشاط المندسين على
جبهتين :
الأولى : العمل على إعاقة وعرقلة وتشتيت القوى الوطنية الاريترية
والسعي لإظهارها كفصائل وأحزاب متناحرة، ضعيفة وعاجزة ومن ثم التحريض ضدها بشتى
الوسائل بإثارة الفتن والنعرات القبلية والطائفية والجهوية وافتعال النزاعات
الهامشية داخل وحدات وقواعد التنظيمات واستهداف الشخصيات والرموز الوطنية بالتجسس
عليها والاعتداء عليها بالسب والشتم والقذف على اساس الدين والعرق والجهة.
الثانية : التخابر فى ذات الوقت مع عصابة افورقى ومدها بكافة
المعلومات اللازمة عن شخوص وأنشطة وتحركات فصائل المعارضة وعلاقاتها المحلية
والإقليمية والتآمر على المجتمع بصفة عامة وتلقى أوامر وتعليمات وخطط لإعاقة
وعرقلة القضايا الوطنية ومجهودات القوى الوطنية من خلال لقاءات واجتماعات سرية
جمعتهم مع عناصر مخابرات وسفراء من خلفيات أمنية ووكلاء ينشطون عبر شركات تجارية
تابعين لعصابة افورقى الأقازيانية وتلقى أموال لتنفيذ خطط وأهداف العصابة .
• وقد أظهر الله هؤلاء الأفراد من وراء الأكمة للعامة والخاصة فى
أعقاب اندلاع الحرب الأهلية الإثيوبية من خلال مواقفها المؤيدة لعصابة افورقي
المغتصبة لسيادة وحرية وكرامة الإنسان الاريتري ولم تأتي تلك المواقف المؤيدة للعصابة
والمعلنة عرضاً وعبثاً وإن جاءت معلقة على حبال متدلية من بيت العنكبوت الذى وصفه
الله عز وجل من فوق سبع سماوات بانه أوهن البيوت، وقد أوكلت العصابة امر هؤلاء إلى
سفيرها فى بريطانيا السيد / استيفانوس هبتي ماريام وملحقيته الإعلامية التى تدير
شبكات " الذباب الإلكتروني " المنتشر فى وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل
الإعلام الأخرى تحت أسماء ورموز مستعارة لاستهداف القوى الوطنية .
• ظهرت هذه المجاميع المتناثرة هنا وهناك وهي تدافع عن العصابة
رافعة شعار " السيادة الوطنية " تارة و " الجيش خط أحمر "
تارة أخرى تعددت الواجهات واللافتات والدعم واحد ، والهدف من كل ذلك هو إعاقة
نضالات ومجهودات الشعب الاريتري فى فرض سيادته الوطنية على أرضه وإدارة شؤونه
العامة والخاصة، إلا أن ظهور أمثال هؤلاء فى مثل هذا التوقيت أمر مهم وفى غاية
الأهمية فى حد ذاته كون أن الساحة السياسية والاجتماعية الاريترية تكون قد استوعبت
كثير من الدروس والعبر حول ما جرى وسيجري لاحقاً ذلك ان معرفة مواطن الخلل وأسباب
الضعف والخذلان امر مهم فى مسيرة أي شعب وأمة .
• وقد قسم هؤلاء " العملاء " قوى المعارضة الاريترية الى
قسمين :
الأول : مؤيدون لعصابة افورقى تحت الشعارات سالفة الذكر والهدف هو منح
العصابة الشرعية لتغطية جرائمها التى ارتكبتها بحق الجيش الاريتري والشعب الاريتري
والدولة الاريترية كلل ومن ثم تغطية وشرعنة تلك الجرائم البشعة التى ارتكبتها بحق
شعب اقليم تقراي الأثيوبي الأعزل ثم قالت العصابة عبر عملائها من " الدمحيت
الاقازيان " : ان من ارتكب تلك المذابح هم " المشلخين " فى رمزية
واضحة لزج الشعب الاريتري فى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل وجعل هذه الرمزية أيقونة
" العداء " المصطنع، ولكن وعي القيادة السياسية للتقراي أدرك الإستراتيجية
المفضوحة لعصابة افورقي المتورطة دوماً فى " شيطنة المكونات " لتمرير
أجندتها الخبيثة ومعلوم لديهم بالضرورة أن من ارتكب تلك الجرائم هي الاستخبارات
العسكرية للعصابة ومعروفين لديهم بالاسم على الاقل أسماء ورتب قيادة الاستخبارات
المتورطة بحكم معرفتهم التامة بعقلية وإجرام عصابة افورقى الاقازيانية.
الثاني : مؤيدون للتقراي ، وذلك لتبرير تحولهم الغير مفاجئ إلى حلبة
العصابة على الاقل للقوى الوطنية نفسها بحكم المتابعة اليومية ومن ثم التغطية على
عمالتهم الواضحة منذ أمد بعيد والمكشوفة من خلال مواقفهم وأعمالهم التخريبية التى
كانت ظاهرة للقاصي والداني .
• وبناء على ما تقدم وجب إيضاح الملابسات التى أحدثها هؤلاء
المتآمرون والمتسلقون على قضايا الشعب والأمة نوضح التالي :
١- ان العدو الرئيسي للشعب الاريتري والذى لا جدال فيه هو عصابة
افورقى القاتلة والمتآمرة مع أعداء الشعب الاريتري قديماً وحديثاً وكل شعوب القرن
الأفريقي التى ظلت تعاني من تدخلات عصابة افورقى المستمرة فى شؤونها الداخلية
وبالتالي فإن كل المجهود النضالي السلمي والمسلح يجب أن يكون ضدها وضد عملائها
وعلى كل تنظيمات وأحزاب ومنظمات وجمعيات المجتمع الاريتري توخى الحيطة والحذر من
العناصر الظاهرة أو المندسة والتخريبية والعمل على ابعادها وتعريتها امام الله
والناس اجمعين .
٢- لا وجود لقوى وطنية اريترية مؤيدة للتقراي بهذا المعنى الذى
يروج له هؤلاء العملاء للأسباب الآتية :
أولا : شعب تقراي شعب إثيوبي صرف ومجاور للشعب الاريتري وسيظل
مجاوراً له ما بقيت السموات والأرض ولا يحتاج إلى مؤيدين اريتريين بحكم امتلاكهم
تنظيم وطني قادر ومقتدر للدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم ومصالحهم القومية والوطنية
قولا وفعلا وهذا ما تم إثباته على أرض الواقع بجدارة ويشهد به العالم أجمع.
ثانيا : شعب تقراي لم يعتدى على الشعب الاريتري وإنما المعتدى هي
عصابة افورقى بتآمرها المكشوف وتدخلها الكامل والشامل فى تفاصيل الحرب الأهلية
الدائرة فى إثيوبيا تخطيطا وتنفيذا بالوقوف إلى جانب نظام أبي احمد وتوريط الدولة
الاريترية والجيش الاريتري فى حرب أهلية عبثية فى دولة مجاورة وسرعان ما حولتها
العصابة بالتخابر والتآمر مع قوى أجنبية الى حرب إقليمية ودولية مسخرة فيها كل
الموارد البشرية والمادية الاريترية فى خدمة تلك الأطراف الطامعة فى موارد شعوب
المنطقة .
ثالثا : القوى الوطنية التى يزعم العملاء انها مؤيدة للتقراي ماهي
الا قوى وطنية رافضة لحكم العصابة من الأساس كونه حكم عصابة بامتياز يفتقد إلى
الشرعية والمشروعية وبناء على ذلك ترفض تدخل الدولة الاريترية فى نزاعات داخلية
لدول الجوار وعدم الاصطفاف إلى جانب مكون محلي على حساب مكون محلي آخر ، كما ترفض
تسخير كافة الموارد البشرية والمادية الاريترية لتحقيق مصالح قوى أجنبية وذلك
لحماية سلام وأمن ومصالح الشعب الاريتري فى الحاضر والمستقبل كما ان دور الجيش
الاريتري هو حماية حدود الدولة الاريترية والدفاع عنها وليس بالدخول فى محاور
وتحالفات مشبوهة والمشاركة فى شن عمليات عسكرية خارج الحدود الاريترية فى أراضى
وسيادة دول أخرى لحساب طرف ضد طرف آخر .
خلاصة القول
ان عصابة افورقى وعملائها يتاجرون دون أدنى شك بدماء أبناء الشعب
الاريتري دون رادع بالانطلاق من منصة الدولة الاريترية التى استولت عليها العصابة
بقوة السلاح غدراً وخيانة وان تدخلها فى شؤون دول أخرى مستقلة وذات سيادة لم يبدأ
بأثيوبيا والمشاركة فى الحرب الدائرة فيها بفعالية بالتآمر مع قوى إقليمية ودولية
وإنما بدأ بأرسال الجيش الاريتري الى كل من كونغو كنشاسا، رواندا ،السودان، الصومال،
اليمن وإثيوبيا وقتل فى هذه الحروب ( حروب وكالة ) آلاف من الشباب الاريتري بلا
ادنى مقابل أو قيمة تضاف إلى سجل مجد الأمة الاريترية والخاسر الأكبر هو الشعب
الاريتري الذى فقد أغلى ما يملك من البنين والبنات هباءاً وكذلك الدولة الاريترية
التى تفقد ثروتها البشرية التى لا تعوض بثمن وعليه فإن المسؤولية الوطنية
والأخلاقية تحتم الوقوف ضد كل هذه الجرائم المرتكبة باسم الشعب والدولة الاريترية
سواءا كان ذلك فى إقليم تقراي أو شرق السودان أو فى جيبوتي أو اليمن أو أي مكان
آخر، ويجب ان لا تمر هذه الجرائم مرور الكرام كما يجب أن تطال المسؤولية والمحاسبة
عن هذه الجرائم عصابة افورقى ومن يقف معها على حد سواء .
أما المتحولون حيثما يحول " الإمام" قبلته فيحالفون من
يحالف ويعادون من يعادى ويسالمون من يسالم فإن كان إمامهم هذا أجنبياً فأمرهم أكبر
جرماً وأفظع من عملاء العصابة كونهم يأتمون بحاكم ظالم على أرضهم وان كان ذلك امر
لا تقره المبادئ والاهداف الوطنية والقيم والأخلاق الإنسانية النبيلة.
0 تعليقات