آخر الأخبار

فلسفة اللا عنف

 



 

عز الدين البغدادي

 

ولد المفكر والفيلسوف الإسلامي جودت سعيد في قرية بئر عجم، التابعة لمحافظة القنيطرة (جنوبي سوريا) عام 1931، درس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف. كان توجهه إسلاميا، لكنه بعد تعرضه للاعتقال بسبب توجهاته ونشاطه الفكري شعر بأن من الضروري توثيق بعض الأفكار التي كانت تلوح له، والتي تبلورت لاحقا والتي تتعلق بالدعوة الى عدم استعمال العنف. وقد كتب في ذلك عدة مؤلفات، أبرزها "حتى يغيروا ما في أنفسهم"، و"مذهب ابن آدم الأول"، و"فقدان التوازن الاجتماعي"، و"العمل قدرة وإرادة".

 

أيد الثورة التي اندلعت في سوريا سنة 2011 رغم أنه حذّر من أن الثورة إذا انتصرت بالسلاح فسوف تستمر قعقعة السلاح ولا تقف عند حد. وقد أعلن أمس عن وفاته في اسطنبول عن 91 عاما.

 

ربما هو المفكر العربي والإسلامي الأول أو الأهم على الأقل الذي حمل شعار "اللا عنف"، وكان له تأثير على المفكر السوري د. خالص جلبي. برأيي أن الدعوة إلى اللا عنف هامة جدا، لكنها تحتاج إلى تأصيل ولا تكون مجرد دعوة..

 

 البعض يرى دعوته مثالية أكثر مما ينبغي بحيث لا يمكن أن تكون واقعية ولا تحل مشكلة.. لكني اعتقد أنها فكرة هامة ومؤثرة ويمكن أن تكون أكثر تأثيرا في أحيان كثيرة، ولكن ليس دائما. نجح غاندي في فكرة "اللا عنف" لأنه كان يملك قوة تأثير كبيرة، وكنت اعتقد مبكرا بعد 2003 أن هذه الفكرة يمكن أن تكون مؤثرة جدا لو تبنتها قيادات دينية مؤثرة تمتلك حضورا اجتماعيا وتأثيرا كبيرا، لكن للأسف لم تجر الأمور على ما كنا نتمناه.

 

أيضا اعتقد أن علينا أن نلتفت ونؤكد على "قانونية العنف" أو "عقلنة العنف، وليس منع العنف مطلقا، فبأي حال نحن نعيش في مجتمع بشري يعج بالعنف والأطماع التي لا تقف عند حد. علينا ان نلتفت إلى أن هناك جهات تحاول دعم هذه الفكرة في غير محلها في بلداننا لتثبت لنا أن مواقفنا في رفض العدوان خاطئة، ربما كان علينا أن نتعامل مع القوى المعتدية والغزية لبلادنا بالورود والكلمات.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات