آخر الأخبار

إن الدين عند الله الإسلام .. الخروج من مغبة التكفير

 





 

محمود جابر

 

قال تعالى ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) ال عمران

 

كل الطوائف والمذاهب الدينية قد أُنشئت بعد الرُسُل، وهذا يعني إما أنها باطلة كلها أو أن إنشاءها جائز دائمًا لكل من أراد، ولا مبرر لوقف إنشاءها أو فرض أحدها دون سواه، غير الكذب أو الغباء!

 

وعليه نقول : أن المذهب ليس بديلا عن الأصل، وهو الإسلام الذي هو مظلة تامة للجميع .........

 

إلا من كفر..........

 

فكونك متمذهبٌ بمذهب ما أو تتبع طريقة ما في التفكير، فتلك الطريقة ليس طريقة للتعبد ولكنها طريقة للتفكير ... أو ربما التعبد على اعتبار أن المذهب هو طريقة ما فى استيضاح الدليل ............ واستيضاح الدليل بهو عمل عقلى نسبى يخضع للزمان والمكان والبيئة والفهم والمدلول - بعقلك / وأدواتك المعرفية - وتلك الأدوات حتما ليست حتمية في انك على صواب والآخرين على خطأ ، ولكنها تعنى انك على صواب والآخرين ربما على صواب أيضا، وكما قال الشافعى : " رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ"، وقد اتخذ الفقهاء من هذا القول قاعدة أصولية يطبقونها على المسائل القضايا الاجتهادية.

وهذا هو الفاصل بين المعرفة واحتكار المعرفة، لأن المعارف الإنسانية ليست مطلقة؛ بل تختلف باختلاف الظروف والاعتبارات، لذا فإنها نسبية...

 

والنسبي ما ينُسب إلى غيره ويتوقف وجوده عليه ولا يتعين إلا مقروناً به، وهو عكس المطلق، وهو مقيد وناقص ومحدود مرتبط بالزمان والمكان، فأنت حينما تُريد أن تعرف شيء لابد أن تلجأ إلى التعريف اللغوي المعجمي، والتعريف الفلسفي، والتعريف الاصطلاحي، وآراء من سبقوك، وهكذا تلون معارفك من مشارب عديدة، ولذا فهي نسبية..  تنسب إلى غيرك، وعليه فهى ليست مقدسا؛ حتى لو كنت تتحدث فى قضية مقدسة وبأسانيد مقدسة، بيد أن فهمك لها هو فهم نسبى محال إلى غيرك ومتعلق به.

 

فالنسبي هو ما يتعلق بشيء أخر يكون سابقاً له، وهذا الشيء يتحكم فيه، كما أن النسبي لا يشمل جميع المجتمعات سواء كانت قديمة أو معاصرة، وكل نسبي لا يتصف بالثبات ولا يملك القداسة، وهو قابل للتغير والاختلاف، ولو انك جعلت رأيك أو مذهبك كُلى المعرفة فأنت تحتكر الحقيقة لنفسك وتحرم منها غيرك ومن هنا يتولد التكفير، ومن رحم التكفير يولد الإرهاب الفكري الذي هو مادة خام للإرهاب المادي .....

 

من هنا فإننا نقول أن الاعتقاد بكلية الدين وان الإسلام يشتمل على الجميع، هو طوق نجاة للخروج من الديماجوجية الفكرية التي لا تؤدى إلا إلى القتل حتما سواء بيدك أو بيد غير .



اليوم أكملت لكم دينكم

 

إرسال تعليق

0 تعليقات