العبودية الطوعية

 

 

عز الدين البغدادي

 

كتاب شهير قام بتأليفه الكاتب والمفكر الفرنسي الشاب "إيتيان دو لا بويسي ( 1530-1563)، وكان عمره وقت كتابته اقل من 20سنة في وقت كانت فرنسا تمر بأزمة خانقة تميزت بالظلم والاستبداد.

 

وقد تهجم فيه على النظام الملكي المستبد، وهو يعتقد ويؤكد أن الطغاة لديهم السلطة لأن الشعب أعطاها إياهم، وأن الشعب هو من فضّل العبودبة على الحرية.

 

برأيي أنه لا توجد عبودية طوعية أو اختيارية تقابل العبودية القسرية، فالاستبداد فعل السلطة (السياسية أو الدينية) لكن هناك استبداد خشن واستبداد ناعم، الاستبداد الخشن هو استبداد القوة حيث يفرض على الإنسان الطاعة للسلطة بالقوة وتحت تأثير الخوف من الحبس والسوط والإعدام وهذا ما يكون عادة في الاستبداد السسياسي، أما الاستبداد الناعم فهو استبداد يضرب الوعي ويقيّد التفكير، ويجعل الإنسان فاقدا لإرادته مستسلما وهذا ما يكون غالبا في الاستبداد الديني وأحيانا السياسي.

 

ان الاستبداد الناعم هو نتيجة وعي معين تقدمه السلطة وتنشره، وفق رؤية نظرية معينة قد تكون دينية وقد تكون فلسفية، وهي التي تجعل الإنسان خاضعا. أما إن الإنسان اختار العبودية بنفسه فهو تعبير غير دقيق برأيي.