آخر الأخبار

من تاريخ القرى المصرى : إمبابة وتاريخ من الكفاح

 


 

 

 

 

إمبابة قاعدة مركز إمبابة، هي من القرى القديمة، اسمها الأصلي نبابة ، وردت به في نزهة المشتاق ، ووردت في نسخ أخرى منهـا باسم نبالة وتبالة ومابة، وهي مدينه في النيل كانتا تشتهر بتربية الوحوش في عهد الأمير صاحب مصر، ( وهو محمد بن طغج الإخشيدي ) .

 

ووردت في جنى الأزهار باسم ببابة (يعني باللغة الأمهرية لغة إثيوبية شجرة الدوم المصرية. )، كما وردت في نزهة المشتاق أيضا، وهي كانت جزيرة والذي يدلنا إلى اليوم على أنها كانت جزيرة، أنه لا يزال يطلق على قسم من مساكنها وهو الذي فيه ديوان المركز اسم جزيرة إمبابة، وكانت ناحية إدارية من الأعمال الجيزية . ووردت في الجزء التاسع من النجوم الزاهرة باسم منبابة ، وفى الخطط المقريزية عند ذكر أقسام مال مصر باسم إنبابة ، ثم قلبت النون ميمًا؛ لوقوعها قبل الباء، ثم أضيف همزة فى بداية الكلمة وهو اسمها الحالي .

 

 وفى الروك الناصري سنة 715 هـ قسمت ناحية إنبابة إلى ثلاث نواحي، وهي منية تاج الدولة التي تعرف اليوم باسم تاج الدول، ومنية كرداك التي تعرف اليوم باسم ميت كردك، ومنية أبو على التي تعرف اليوم باسم كفر الشوام، ثم أضيف إليها كفر الشيخ إسماعيـل .

 

وإمبابة أخذت شهره كبيرة علي مدينة الجيزة، كما ينسب إليها أيضا المصالح الأميرية الأخرى التي في مدينة إمبابة . ولاتساع دائرة هذه المدينة وإلحاقها بمدينة القاهرة، فيما يختص بحصر الأملاك المبنية وتحصيل العوايد عليها ، وفيما يختص بأعمال التنظيم ، ولشهرتها من قديم الزمن باسم إمبابة، رأى مجلس مديرية الجيزة أن يعيد إليها اسمها الذي فقدتها بعد مرور سبع قرون، فأصدر قرارا في 11 أكتوبر سنة 1939 ، وتصدق عليه بقرار وزارة الداخلية الصادر في 31 ديسمبر سنة 1939 ، بضم الخمس قرى السابق ذكرها إلى بعضها، وتوحيدها بجعلها مدينة واحدة باسم إمبابة، و بذلك عاد إليها اسمها القديم، بعد أن بطل استعماله منذ سنة ٧١٥ هـ إلى سنة ١٣٥٨ هـ أي مدة سبعة قرون مركز إمبابة : . وقد ترتب على توحيد التسمية، حذف أسماء البلاد الخمس السابق ذكرها، والتي يتكون منها سكن إمبابة، من عداد النواحي الإدارية ، أي حذفها من جدول وزارة الداخلية ، وأما من الوجهة العقارية المتعلقة بالأطيان والضرائب ، ، ومن أول سنة 1896 سمى مركز إمبابة

وقد ذكرها ابن تغري بردي أن منبوبة هى المعروفة اليوم باسم انبابه التى يقال لها أيضا أنبوبة. والصواب أن منبوبة وانبابه ناحيتان إحداهما منفصلة عن الأخرى:

 

فأما منبوبة ويقال لها أنبوبة فهذه تعرف اليوم باسم أمبوبة وقد أضيفت إلى ناحيتى وراق الحضر وميت النصارى وأصبح يتكوّن من هذه النواحى الثلاث قرية واحدة مشتركة فى الزمام والإدارة باسم «وراق الحضر وأمبوبة وميت النصارى بمركز إمبابة بمديرية الجيزة» ..

 

وأما انبابة وتعرف اليوم باسم إمبابة فقد وردت فى نزهة المشتاق للإدريسىّ جرت بالقرب منها معركة إمبابة بين المماليك بقيادة مراد بك.

 

حضر مراد بك إلى بر إمبابة وشرع في عمل متاريس هناك ممتدة إلى بشقيل،(بشتيل) وتولى ذلك هو وصناجقه وأمراؤه، وكان معه في ذلك علي باشا الطرابلسي ونصوح باشا، وأحضروا المراكب الكبار والغلايين التي أنشأها بالجيزة وأوقفها على ساحل أمبابة، وشحنها بالعساكر والمدافع والمتاريس والخيالة والمشاة، فى مواجهة الفرنسيين بقيادة نابليون وقد هزم فيها المماليك هزيمة منكرة قرب قرية إمبابة غرب النيل.

 

اختلفت الأرقام في المصادر المتنوعة عن قتلى وجرحى الجانب المصري بقيادة مملوكية الذين قدروا بالآلاف من الجنود والفلاحين أيضًا – وصلت في بعض المصادر لعشرون ألفًا- بينما قدرت خسائر الجيش الفرنسي بالعشرات فقط.

 

بعد الهزيمة الساحقة لجيش المماليك هرب مراد بيك إلى الصعيد ودخل نابليون القاهرة وأسس لنظام حكم محلي جديد لم يستمر طويلًا. سمى نابليون المعركة بعدها بمعركة “الأهرام المصرية” لظهور أهرامات الجيزة في الأفق من أرض المعركة، والتي اعتبرها شاهد تاريخي على انتصاره.

 

في عام 1890 اتخذت أول الخطوات لجعل هذه القرية محطة من محطات قطار الصعيد ببناء كوبري لخط السكة الحديد القادم عبر محطة قطارات الجيزة ليعبر به نهر النيل وصولًا لمحطة مصر في قلب القاهرة على البر الشرقي، وسمي كلًا من الكوبري والمحطة باسمها، ’’إمبابة‘‘. ثم في عام 1913 جاء قرار السكة الحديد ببناء كوبري جديد يستوعب حمولة أكبر وكثافة مرورية أعلى، فصُمِّم كوبري إمبابة الجديد ليسع خطين قطارات سكة حديد وطريقين ممهدين للسيارات و على جانبيه طريقين لعبور المشاة أيضًا وقد توقف البناء خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ثم استكمل ليتم الانتهاء منه في 1925ومازال قائما حتي لحظه كتابه هذا المقال شاهدا علي مكانه وتحضر هذه المنطقة التي كانت تنافس الجيزة في تحضرها وجمالها ومن تاريخ إمبابة الذي لا يعرفه الكثيرين ما قدمه أهل إمبابة من ترحيب ومعاونه لجيش إدريس السنوسي الأمير الليبي في التدريب وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة و بلغ عدد المتطوعون فيه ما يزيد عن ٤ آلاف ليبي لمحاربه الاحتلال الايطالي.

 

وتشتهر إمبابة أو يلتصق باسمها درب الأربعين ذلك الطريق القادم من السودان جنوبا إلي إمبابة سوق الجمال شمالا وسمي بهذا الاسم نسبةً للأربعين يومًا مدة الرحلة التي يسلكها المسافر في الصحراء من وسط السودان لإمبابة– وقيل لأسيوط وقيل دراو في اسوان.

 

 وما زالت بقايا درب الأربعين تشق صحراء مصر الغربية بين أسيوط وواحات الداخلة، كما يوجد بقية له بالسودان كذلك وحتي وقت قريب كان سوق الجمال والمجزر المجاور له يعملان ويمد مناطق القاهرة المختلفة والمحافظات بالحوم الجمال حتى نجد أن مقال النيويورك تايمز لعام 1989 الذي يوثق عن أحد تجار الجمال رحلة ال40 يوم من الفاشر غرب السودان إلى قلب القاهرة يصفه بأحد أكبر الأسواق في أفريقيا والشرق الأوسط.

 

اشتهر كورنيش إمبابة في هذه الفترة، وخاصة منطقة الكيت كات، بالعوامات والملاهي الليلية التي لعبت دورًا هامًا في الحياة الفنية في مصر، بل والسياسية أيضًا، خاصًة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. كانت هذه الملاهي وجهة هامة للوجهاء وأبناء العائلة المالكة ولجنود الجيش الإنجليزي للسهر واللهو وإجراء الصفقات خارج نطاق البروتوكولات المحددة لتعاملاتهم في أماكنهم بالقاهرة. من أشهر هذه الملاهي وأكثرها ذكرًا في تاريخ تلك الفترة ملهى الكيت كات ، الذي ظل لسنين طويلة– قيل أنه أنشئ من زمن الحملة الفرنسية في قلب المنطقة التي تمثل حاليًا ميدان الكيت عزبة الصعايده بإمبابة تشكلت هذه المنطقة بالكامل من عائلات أو قبائل من صعيد مصر قدمت إلى إمبابة في نزوح جماعي مستمر لسنوات، وشكلوا مجتمعهم الذي فرض خصائصه على المكان، فسميت المستوطنة البشرية الجديدة باسمهم وتشكلت بقواعدهم . ، والتي نشأت في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي من مهاجرين من الصعيد ينتمون لعائلات كبرى شهيرة من محافظة قنا بالأساس كعائلات النوايتة والفَجَر، ويقال أن أقدمهم في القاهرة كان يعمل ويستقر في جزيرة الزمالك واشترى مساحات زراعية واسعة في إمبابة وجلب من بلاده بعض الأقارب للعيش والزراعة وأصبح هو عمدتهم ثم توالى وفود الأقارب والبلديات على إمبابة ليقيموا في مساكن متواضعة مؤقتة ثم تتمدد لتصبح منطقه كبيره وبها عمارات شاهقة.

 

منطقة “الزبالين” كان يسكنها في الخمسينات مجموعه من الزبالين في منطقة البصراوي بالمنيرة الغربية، وكانوا يجمعون القمامة من أنحاء القاهرة الكبرى ويقومون بأعمال الفرز وتربية الخنازير حتى إخلاء هذه المنطقة منهم في أواخر الستينيات ونقلوا بعدها الى أسفل جبل المقطم، وأخيرًا الأسطورة العمرانية “مصنع الكراسي “، ورغم توقف مصنع الكراسي عن إنتاج الكراسي، وإغلاقه ثم هدمه ثم بناء أبراج سكنية تسمى بأبراج العربي على أرضه مؤخرًا، إلى أن الموقع مازال يسمى عند الأهالي مصنع الكراسي ويمتد الاسم ليشمل شارع مصنع الكراسي الذي يحمل رسميًا اسم محمود سالم، و رغم هدمه إلا أنه مازال من أشهر المصانع بإمبابة إلى يومنا هذا وتحول لأيقونة للتندر انتشرت ليس فقط محليًا ولكن عالميًا أيضًا، فأصبح التهديد “ورا مصنع الكراسي” هو التهديد الأشهر للتنكيل بالخصوم.

 

ونبغ من إمبابة مشاهير محمد بن حجازى الرَّقباوى الإنبابى أحد الأدباء.

 

فى شارع النيل بإمبابة، يقع مكتب عبدالناصر العطيفىفي فيه يتم حل مشكلات وأزمات أهل إمبابة دون مقابل، ليس الصعايدة فقط، بل كل الناس، «عبدالناصر العطيفى» من أسيوط، بعضهم يطلق عليه «كبير الصعايدة فى إمبابة»، وآخرون «المعلم»، بينما يرفض هو الألقاب، كما رفض وضع لافتة «لجنة فض المنازعات»، حتى لا يكون نوعاً من الرياء من ابرز العائلات بإمبابة عائلة مكاوى-عائلة أولاد درويش-عائلة ابوفنجرى -اولاد الجهينى -عائلة رضوان--عائلة محمود الصعيدى -عائلة الصيفى ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات