آخر الأخبار

القرآن الكريم وتنظيماته الإدارية ..

 






 علي الأصولي

 

بما ان القرآن الكريم هو كتاب دين ودنيا فقد أسس بناءات إدارية منها طويلة الأمد - الى يوم القيامة - ومنها بناءات تخضع لظروف موضوعية زمانية ومكانية على تفصيل ليس هنا محله.

 

ومن هذه البناءات تنظيم إداري تحت مسمى عنوان - الجزية - والتي يعبر عنها في اللغة التداولية المعاصرة - بالضريبة - التي تأخذها الدولة من مواطنيها مقابل خدمات معينة ترجع لصالح الوطن وأهله كما هي فلسفة - الضريبة - على ما قرر في محله من القوانين الإدارية الحالية،

 

فالجزية التي أمر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). على أهل الكتاب بأمر وتوجيه سماوي، كانت في قبال حمايتهم في الوطن وعدم التعرض لهم وعدم زجهم في حروب الدعوة وتركهم في البقاء في دينهم وشعارئهم وما يريدون،

 

ولذا سمعنا النبي (صلى الله عليه وآله). صرح بما لا لبس فيه وضرورة المحافظة على أهل الذمة وتوعد المخالف بالقول - ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو اخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة، انتهى "

 

نعم" الإمام جعفر الصادق (عليه السلام). أوضح المطلوب كما في رواية علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما حد الجزية على أهل الكتاب وهل عليهم في ذلك شيء موظف لا ينبغي ان يجوزوا إلى غيره؟ فقال : ذلك إلى الإمام يأخذ من كل إنسان منهم ما شاء على قدر ماله بما يطيق انما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا، فالجزية تؤخذ منهم على قدر ما يطيقون له ان يأخذهم به حتى يسلموا، فان الله تبارك وتعالى قال : " حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث لما يؤخذ منه، حتى يجد ذلا لما اخذ منه، فيألم لذلك فيسلم. أنتهى "

 

بالتالي " يفترض على من يشكل ويكثف الضجيج أن يقف على فلسفة - الجزية = الضريبة - وأن يفهم بأن الاية التي يحاول الاستشهاد بها {قتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون بدين الحق من الذين اؤتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون} التوبة - أقول عليه ان يفهم طبيعة فلسفة الجزية وقيود الآية الكريمة والمن في - من - الذين اؤتوا الكتاب - التبعيضية لا البيانية، قبل إيراد الإشكال والى الله تصير الأمور ..

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات