آخر الأخبار

انشقاق جدار الكعبة

 

 



عز الدين البغدادي

 

 

اشتهر بين الخطباء وعامة الناس ان جدار الكعبة انشق للسيدة فاطمة بنت أسد حتى دخلت جوف الكعبة وأغلق الجدار، وهناك ولدت ولدها المبارك وبقيت ثلاثة أيام في جوف الكعبة حتى فتح الجدار مرة أخرى وخرجت منه، وهناك عدد من العلماء اثبتوا ذلك ودونوه في كتبهم. والغريب ان الشيخ الكليني الذي عقد بابا تحت عنوان " باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه" إلا أنه لم يذكر أي رواية عن الموضوع، وهذا غريب.


سأل بعض الإخوة عن أمر شائع وكلام يدور على الألسن عن سبب اختلاف هذا المكان من الكعبة، حيث يقال بأنه الموضع الذي انشق فيه الجدار، وأن هذا الموضع كلما تم إعادة بناءه عاد وانشق، والقوم (الحكومة السعودية) بين حين وآخر يقومون بترميم موضع الشق ويجهدون في ذلك فلا يتأتى لهم.

 

وللتوضيح نقول:

 

الكعبة لها أربعة أركان وهي: الشرقي والغربي والعراقي واليماني، فالشرقي يكون باتجاه الشرق تقريبا ويقابل بئر زمزم، ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.

 

ثم الركن العراقي (ويُسمَّى أيضا بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً) وهذا الركن يكون باتجاه العراق.

 

ثم الركن الغربي (ويسمى أيضا الشامي لكون على اتجاه بلاد الشام)، وأخيرا الركن اليماني الذي يقابل بلاد اليمن (ويُسمَّى أيضا بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً) كما يسمى أيضاً بالمُستجار.

 

وفي أحكام الطواف يستحب استلام الركن اليماني واستلام وتقبيل الحجر الأسود، وفي الحديث أن رسول الله (ص) كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف. وهو مروي أيضا عن أهل البيت (ع) كما روي عن الإمام الكاظم (ع): ....ثم تحول إلى الركن اليماني فلصق به ودعا ثم أتى الركن الغربي ثم خرج.

 

وتمييزا لهذين الركنين باعتبار أن تحديدهما يتعلق بهما استحباب المسح في اليماني والتقبيل في الشرقي (الحجر الأسود) فقد تم تمييزهما في بناء الكعبة المشرفة، وحتى في الكسوة يوضع مجال لا يغطى عند هذين الركنين حتى يمكن التمسح بالركن اليماني ولمس وتقبيل الحجر الأسود .

 

وبالتالي فإن ما قيل من أنه موضع انشقاق جدار الكعبة لا أصل له، ومن كان عنده حديث أو رواية أو شهادة على خلاف ذلك فحبذا لو بينها، لا يحتاج علي (ع) ان نكذب لأجله وحاشاه ان يرضى بذلك إنما يبحث عن الكرامات الوهمية من يريد ان يغطي بها على عيبه، وحاشا من قال فيه رسول الله (ص): على مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات