فادي عيد
بعقلية وروح الزعماء استحضر بوتين التاريخ والدين قبل الحرب، وهو
أمر يحسب له، فالتاريخ والدين أحد أهم أعمدة وركائز أي إمبراطورية أو أمة عظيمة،
فمن الصعب ان يكون لديك ذلك التاريخ الأرثوذكسي الهائل والمجد القيصري الرهيب
وتتخلى عنهم لتجييش شعبك وترهيب عدوك.. فأردوغان ورفاقه نجحوا في تأسيس العثمانية
الجديدة 2003 بذلك أيضا، باستحضار تاريخ الخلافة والإسلام العثماني في المقالات
والخطابات والدراما وكل شئ.. ونحن مصر كنا ذلك بعهد الفاطميين والأيوبيين
والمماليك وأسرة محمد علي باشا.
.
◆ واليوم عندما علم بوتين بما
يحضر ضده من اللعب بورقة الدين، ومحاولة تجييش مسلمي تتار القرم ضده، وهم
المتأثرين بتركيا عرقا وثقافة ولغة، على الفور حرك الورقة التي اهتم بها منذ 1995،
وصنعها خصيصا لتلك اللحظة (التي يتورط فيها ضد الإسلام السياسي مجددا)، إلا وهي
الشيشان، حتى شاهدنا الحشد المرعب وهو يقف أمام رمضان قاديروف زعيم الشيشان رافعين
رايات روسيا الاتحادية والشيشان وهتاف "الله اكبر" يهز العاصمة جروزني،
كي يقلل فرص نجاح ورقة الإسلام الأطلسي أو السياسي بتلك المرة، وطالبان علاقتها
بالصين تحديدا وروسيا أفضل من واشنطن ولندن.
.
✪ ولم يعد هناك أمام الغرب أي
أمل لاستنزاف الروسي وتحويل أوكرانيا مستنقع له، سوى بدعم النازيون الاوكران أنفسهم،
وتهدئة أعصاب الممثل الأبله اليهودي المثلي جنسيا زيلينسكي، وإخراج أردوغان عن
حياده الإيجابي لصالح روسيا في تلك الحرب، وما يعكس لكم قلة حيلة الغرب أكثر هو هجوم
أعضاء الكونجرس على السعودية! نعم أقول السعودية التي تبعد آلاف الأميال عن أرض
المعركة، وذلك بسب عدم تعاطيها مع رغبة واشنطن في استخدام ورقة النفط ضد روسيا.
0 تعليقات