آخر الأخبار

الاحتلال هو الاحتلال

 



 

عز الدين البغدادي

 

 

قبيل اندلاع الحرب سنة 2003 كانت أمنيتي مثل ملايين العراقيين أن نرى عراقا حرا بدون صدام، وقعت الحرب إلا أني ما إن رأيت أول مدرعة أمريكية تمشي في الشارع حتى شعرت بالحزن بل والعار، شعرت وكأنها تدب على جلدي أو تسير على عظام صدري.

 

كان لي صديق كردي من أهالي خانقين، شخص طيب بسيط تم تعيينه كرئيس مجلس بلدي في المنطقة، كان يحبني، وقد استوقفني مرة في السوق وهو يشكو لي من تجاوز صدر من بعضهم بحقه، وبينما نحن نتحدث وقفت عربات أمريكية ونزل منها ضابط مع جنود توجهوا نحونا، قال لي صاحبي: هذا عقيد فلان الضابط المسؤول عن المنطقة وهو صديقي، قلت له: اراك في وقت لاحق وانصرفت. بعدها سألني مستغربا: لماذا تركتنا؟ أردت ان أعرفك على الضابط. قلت له: أستصعب جدا واستحيي جدا ان أقف في صورة واحدة مع ضابط أمريكي يحتل بلدي، أتقبل ان يراني الله على أي معصية ولا أتقبل ان يراني مع محتل مجرم.

 

كتبت هذا لأني رأيت إحدى القنوات الإعلامية البائسة وهي تنشر هذا الفيديو وقد كتبت تعليقا ساذجا وغبيا: "هكذا رحب الشعب الأوكراني بالقوات الروسية المحررة" سبحان الله‼ ما هذا الغباء؟ هكذا كانوا يقولون عن الأمريكان‼

 

كييف على حافة السقوط، واحتلالها سهل بالنسبة للقوات الروسية، لكن الأمور تتضح وتتوجه بعد المعركة القصيرة بزمنها الكبيرة بنتائجها كما حدث مع دخول القوات العراقية الى الكويت.

 

الشعوب لا يمكن في الغالب ان نحدد ردود أفعالها، بريطانيا خرجت من الهند بعد احتلال دام اكثر من 300 سنة، لكن تجربتها في العراق كانت مرة فقد دخلت العراق بمقاومة عنيفة حتى سيطرت سنة 1918 وفي نفس السنة كانت ثورة النجف، ثم تلتها ثورة العشرين المجيدة.

 

والأمريكان دخلوا العراق بحرب غير مكلفة وسهله نسبيا، لكنهم دفعوا ثمنا باهظا جدا فيما بعد.. يبقى الاحتلال قبيحا ومهينا، والله يكون بعوننا.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات