عز الدين البغدادي
منذ أيام يتابع العالم قضية الطفل ريان، وكما توقعت فإنه توفي بعد إخراجه
بقليل…. تعاطف واسع مع مأساة هذا الطفل وأسرته عم وانتشر في وسائل الإعلام وبرامج
التواصل الاجتماعي لكن اعتقد أن هذا التعاطف كان بسبب التسليط الإعلامي المركز على
هذه المأساة التي رغم قسوتها إلا أنها تمثل حالة جزئية من مأساة الطفل في بلاد
العرب.
مخيمات اللاجئين السوريين تمثل واحدة من أسوأ وأقسى النماذج
المعاصرة وأكثرها بشاعة، وهناك مأساة أطفال اليمن الذين فقدت المئات منهم أرواحهم
وتقطعت أجسادهم في حرب عبثية ليس لها أي مبرر سياسي أو غطاء شرعي أو أخلاقي.
أما العراق، فهنا تسكب العبرات فهو بلد يمثل الأيتام فيه جزءا
كبيرا من أطفاله، فضلا عن معاناة الأطفال في المدارس أو انتشار الأمية أو
الاستغلال للتسول أو حالات الانتحار او التعنيف المفرط والاتجار بهم لأغراض
الاستغلال الجسدي (الجنسي أو تجارة الأعضاء) وغيرها من المشاكل التي تحطم شخصية
وعقلية الطفل للأسف. أما مشكلة الأطفال المصابين بالسرطان أو بأمراض تحتاج إلى
أدوية بتكلفة عالية جدا أو ذوي الحاجات الخاصة، فهنا تسكب العبرات، هنا تجد قذارة
وحقارة النظام السياسي بأقبح صورها، حيث تدير الدولة والنظام السياسي ككل ظهره
للمشكلة، فكل أب عليه أن يتحمل بما يستطيع مسؤوليته تجاه أطفاله، عليه أن يبيع
بيته أو يفعل أي شيء لتوفير علاج لولده او ليتركه يذوب أمامه حتى يقضى الله أمرا.
قصة ريان ليست مأساة طفل وأسرة، ونموذجا على فشل الدولة العربية
المعاصرة في توفير بيئة مناسبة لأطفالها، وليست قصة نحاول نستفيد منها حتى نثبت
بواسطتها إنسانيتنا كجزء من متطلبات الشخصية المعاصرة التي تنجز كثيرا من أعمالها
بواسطة الموبايل والحاسوب بما فيها المشاعر النبيلة، ريان ليست قصة يمكن بواسطتها
الحصول على دليل يثبت أننا لا زلنا على فيد الإنسانية والشعور بالآخر، فأينما
تلتفت تجد ألف ألف ريان…. ولا عزاء لهم
0 تعليقات