آخر الأخبار

طه مدثر يكتب: مجلس بلهاء السودان

 


 

طه مدثر

 

 

(1) يتملكهم الاحساس بالعظمة، وغرتهم الأماني، وذكرهم الشيطان فيمن عنده، فقد وعدوا اتباعهم بأن حكم البلاد، لن يخرج من أيديهم ، حتى ينزل المسيح عليه السلام، وبهذا الزعم، هم يعترفون ضمنياً بأنهم كانوا مفسدين في الارض، لأن المسيح سينزل بعد أن امتلأت الارض جوراً وفسادا، فهم جاسوا خلال الديار السودانية، افساداً وفساداً، وكان الفسادين عندهم قاعدة، والاستثناء هو وجود بعض الصالحين والمصلحين، الذين لم يلقوا لهم بالا.

 

(2) وهكذا كانوا، وهكذا صاروا اذلة مهانين، بعد ثورة ديسمبر المباركة، وان حاولوا اليوم الظهور بمظهر الكيان الواحد المتماسك، وان ما أصابهم، مجرد(نزلة برد) وستزول.

 

(3) واليوم يعودون إلى ذات مربع غرورهم وجهلهم وغبائهم المعهود فيهم، وها هم يسيرون المسيرات ويحشدون الحشود (المكرية) والمدفوعة قيمة (نضالها المزيف) مقدماً، وبالدولار! وحتى هنا يعملون على تخريب ما تبقى لنا من اقتصاد، فكل رأس من الإدارة الأهلية له ثمن، وكل شيخ من الطرق الصوفية له سعر، ولكن لا قيمة لكل ذلك، عند الشارع الثوري، الذي عجزوا عن شقه.

 

(4) فالفرق، جد شاسع بين من خرج طائعاً مختاراً، مغبراً قدميه في سبيل غاية يؤمن بها، وان شئت الدقة فقل لا مقارنة بين الثائر، وبين الحائر، فذاك خرج وهو مؤمن بأنه ربما يعود محمولاً على نقالة أو عنقريب، فكل ثائر هو مشروع شهيد، بل وقبل خروجه، يجد عسس السلطة الانقلابية، يعتقلون أصحابه وأصدقائه، واعضاء لجان مقاومته، وفي خروجه الميمون، سيتم استقباله بإطلاق القنابل الصوتية والغار المسيل للدموع، وبسياط العنج والهروات، ونوع غريب من المياه، بينما ذاك الحائر، وفروا له سبل الترحيل والإعاشة والنثريات وجهزوا لها المنصات للخطابة، وفوق هذا وذاك، يقوم عسس السلطة الانقلابية، بحراسته وحمايته، ومحرم على العسس، اطلاق ولو عبوة واحدة فقط من البمبان عليهم!!

 

(5) وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم حكماء السودان، معلوم بالضرورة، المناصب التي كانوا يتقلدونها في العهد المباد، وهؤلاء الحكماء أو هؤلاء البلهاء، يظنون أن الناس مازالوا هم أولئك الناس، الذين كانوا مستمعين كثيراً، وصامتين أكثر، ولا يفتحون أفواههم، الا بالهتاف للصنم هبل البشير، وباقي الأصنام الأخرى.

 

(6) فالادارة الأهلية ومنذ الاستقلال، وحتى تاريخ اليوم، استطاعت أن تصنع عشرات الأصنام، ولكن تأتي رياح الثورة، وتأتي إرادة الشعب الأبي، فتحطم تلك الأصنام، فهؤلاء الكيزان والمتكوزنين والمؤتمرجية، كره الشعب السوداني الأبي، الذي رفض الذل والمهانة ، كره تسلطهم وطغيانهم فلفظهم وثار عليهم، ولكن تابى فئات أدمنت الركوع والخضوع والذل، أبت نفسها الإمارة بالسوء، الا معاونة الظلم والظالمين، فتعساً لمن يدعون أنهم حكماء السودان، وماهم إلا بقية من الرجال البلهاء.

 

نقلا عن جريدة السعادة

إرسال تعليق

0 تعليقات