علي الأصولي
وليت وجهي شطر
قبلة الورى ... ومن بها تشرفت ام القرى
قطب محيط عالم
الوجود ... في قوسي النزول والصعود
ففي النزول كعبة
الرزايا ... وفي الصعود قبلة البرايا
هذه أبيات طويل كتبها كبير الأصوليين الشيخ محمد حسين الأصفهاني في
كتابه - الأنوار القدسية –
استفاد الفاضل الدربندي في - أسرار الشهادة - عند ذكره لكلام
الإمام السجاد (عليه السلام) وهو يخاطب عمته العقلية (عليها السلام) بقول - يا عمه
أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة - على أن زينب بنت علي (عليهما
السلام) محدثة - اي - ملهمة - وأن علمها من العلوم اللدنية والآثار الباطنية.
ووجه الشيخ جعفر النقدي في كتابه - زينب الكبرى - طبيعة علم زينب
الكبرى (عليها السلام). بعد ملاحظة قول الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)
كون أن علمها من سنخ ما منح به رجالات بيتها الرفيع. افيض عليها إلهاما لا بتخرج
على أستاذ وأخذ عن مشيخة .. ثم ذكر توجيها لكيفية حصول هذا العلم من قبيل التهذيب
ونحو ذلك المستفاد من بيت النبوة والإمامة ..
وعلى ضوء التربية المركزة وجدنا الشيخ الصدوق كما في - إكمال
الدين- ينص على كون زينب بنت علي (عليهما السلام) كانت لها نيابة خاصة عن الإمام
الحسين (عليه السلام) وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام في مرض الإمام
السجاد (عليه السلام).
بالتالي كانت (عليها السلام) تروي عن أبيها وأمهما والحسن والحسين
(عليهم الصلاة والسلام). بل ذكروا كانت (عليها السلام) لها مجلس نسائي خاص للتفسير
في عهد خلافة ابيها في الكوفة.
كان ولا يزال الفهم المشهوري المعاصر للشخصية الزينيبة أفاد على
عالميتها من جهة ونيابتها من جهة أخرى.
وعالمية السيدة زينب (عليها السلام) هو لحديث حزيم بن شريك الأسدي
كما في - الاحتجاج - يا عمه بحمد الله أنت عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة - إذ
ذهب المشهور كون زينب بنت علي (عليهما السلام) عالمة بغير تعليم وعلمها كاشف عن
عصمتها.
وإن حاول إيجاد المشهور مكان للعصمة فذهب الى للعصمة الثانوية التي
هي اعلى درجات العدالة. غير أن هذا الفهم يواجه مشكلة التعليم بلا معلم. كيف تعلمت
السيدة وهي داخل أسرة علمائية معصومية. بالتالي علمها استفادته من أهلها من جهة
ومن تهذيب نفسها من جهة أخرى.
وأما كونها حازت درجة النيابة فهذا صحيح كما هو ثابت تاريخيا وإن
كانت هذه النيابة إضطراية وبالعنوان الثانوي كون الأصل بنيابة المعصوم معصوم. وكيف
كان" النيابة درجة رفيعة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم ومن على كعبه علما وتدينا
ووطن نفسه على المكاره ..
0 تعليقات