عز الدين البغدادي
في حديث للنبي (ص) وربما هو الحديث الوحيد الذي استعمل فيها كلمة
"مقدس" او "تقديس" قال: لا قدّس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من
قويها غير متتعتع. وعندما جاء رجل أعرابي الى النبي (ص) وطلب منه ان يقضيه دينا له
على النبي (ص) رفع صوته وبخه أحد الصحابة وقال له: أنت تكلم رسول الله، أعطى النبي
(ص) الرجل حقه وزاده ثم التفت الى هذا الصحابي ومن معه وقال له: هلا مع صاحب الحق
كنتم‼
في كتابه الهام والشيق "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"
وهو الكتاب الذي ألفه الشيخ رفاعة الطهطاوي لوصف مشاهداته في باريس بعد ان سافر إليها
سنة 1826، قال يصف أحوال الناس هناك: "وعمّ العدل بينهم فلا ترى أحدا منهم
شاكيا ظلما".
الاعتداء على مواطن بسيط شريف يعمل على كسب رزقه الذي سرقته أحزاب
الفساد والعمالة يكشف عن الخلل المهني والأخلاقي عند كثير من منتسبي أجهزة الأمن،
رجل كبير السن يدفع عربة فلماذا يتم الاعتداء عليه واهانته؟ أتحسبون ان هذه الدموع
هينة؟ والله لو كنت تخافون الله أو لكم ذرة ضمير لأخافتكم دموع الفقراء والمساكين
واليتامى والأرامل، لكن ران على قلوبكم ما كنتم تكسبون. اما سمعتم قول النبي (ص):
اتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافرا، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي
وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
موقف حدث معي عندما قام ضابط برتبة ملازم في نهاية 2003 او أوائل
2004 بصفع مواطن شاب وضع بسطية يبيع فيها بعض الحاجات، غضبت فعلا وتألمت وصرخت فيه
منكرا عليه تصرفه، فامسكي من يدي وقال لي: اصعد شيخ بالسيارة، قلت له: نعم سوف
اصعد لأعرف من هذا الذي سلطك على الناس؟ جاء ضابط آخر برتبة نقيب واعتذر من تصرف الأول،
قلت له: لماذا هذا الأسلوب في التعامل مع الناس؟ للأسف يمارس كثير من المنتسبين أسلوبا
مهينا في التعامل مع الباعة وأصحاب البسطيات وعربات الدفع.
الأمم والحكومات يبنيها العدل وتبني شعوبها ودولها بالعدل، ومن
قديم قيل: العدل أساس الملك
0 تعليقات