آخر الأخبار

تحرير العقل الشيعي : الرعاية بين المبادئ والمصالح ..

 



 

علي الأصولي

 

 

من مقالات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). التي اشتهرت بين الآفاق قوله - لأُسالِمّنَّ ما سلِمَت أمور المسلمين إن لم يكن بها الجور إلاّ عليَّ خاصة –

 

وهذه المقولة جاءت وفق سياق تاريخي معروف آنذاك بعد الالتفاف على الخلافة من قبل غرمائه التاريخيين. بالتالي لم يشأ الإمام (عليه السلام). حرق الأخضر واليابس في سبيل انتزاع الخلاقة الزمنية من يد الانقلابيين. إذ ذهب الى خيار السلم دفعا للمفسدة المترتبة من النزاع.

 

هذا التفكير هو بلحاظ رعاية المبادىء والقيم وإعدام منافذ المصالح الشخصية التي تكون في الجهة الأخرى من جهات النفس والانتصار لها حتى لو كانت على حساب سحق الإتباع والمريدين.

 

ذكر الشيخ الطائي قاسم وهو أحد طلبة السيد محمد محمد صادق الصدر المباشرين. ذكر حادثة تصلح للمقام وما نحن فيه إذ قال" عند خروجنا من بحث الفقه متوجهين للبراني وقد اقترحت عليه - ويقصد السيد - أن ينشر أمرا ولائيا يأمر به الناس بالخروج الى الشوارع والاعتصام فيها. فيما لو تعرضت للاعتقال أو الاغتيال. من قبل السلطة بعد تصاعد الأحداث واقتراب المواجهة.

 

فأجاب - أعلى الله مقامه - أنا .. حبيبي لا أتحمل دماءا بعد موتي لا ، لا - ما أسويها - انتهى ".

 

لك ان تتخيل قادة من هذا الطراز أحدهم يفضل سلامة الناس على استحقاقه الشرعي والآخر لا يحبذ ان يورط الناس بمواجهة خاسرة في سبيل حفظ كيانه ووجوده وسلامته الشخصية. بلى" فرق بين الرعاية - رعاية المبادئ والقيم ورعاية المصالح الشخصية - وكيفما كان" على هؤلاء القادة فقس غيرهم ولا مزيد ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات