آخر الأخبار

طريق الحرير.. وميناء الفاو

 

 




عز الدين البغدادي

 

يدور جدل كبير منذ زمن حول قضية ميناء الفاو وطريق الحرير، وقد طلب مني بعض الأخوة أن أبين رأيي وموقفي من المسألة ولا بد أولا من التفريق بين المشروعين: فميناء الفاو مشروع اقتصادي كبير يستحق الكثير من الدعم، مع العلم أن هناك تقريرا دوليا يؤكد ان العراق رغم قصر سواحله إلا أنه الأفضل عربيا من حيث مرات المياه الصالحة للاستخدام داخليا، والخامس والعشرين دوليا‼ ولك ان تقارن دول تمتلك سواحل كبيرة كمصر والسعودية والجزائر وليبيا واليمن وغيرها .

 العراق.. الأول عربياً والـ 25 عالمياً لممرات المياه الصالحة للإستخدام


اما طريق الحرير فأمر آخر، وواقعا كنت أتردد في الكتابة عنه لأني لا أريد أن أطرح رأيي اعتمادا على معلومات غير واضحة ومنقوصة، لكن اعتقد بعد الاطلاع على آراء بعض المتخصصين والسياسيين المستقلين فاعتقد بأن قضيته ليست بالشكل الذي يحاول البعض تصويره بشكل مبالغ فيه، ودون تقديم أدلة واضحة من مصادر معتبرة بل يكتفي بالصراخ والعويل، والغريب ان من يتحدثون عن هذه القضية محسوبون على جهة سياسية محددة، رغم انهم يعلمون بأن هذا الطريق لا يمكن ربط العراق به ما لم تكن هناك شبك نقل بري جيدة بينما وضع العراق في خدمات النقل سيئة جدا جدا سواء في الطرق او السكك الحديد او النقل البحري والجوي.

 

بالنسبة لميناء الفاو هناك نزاع بين شركتين كورية وصينية وكل جهة سياسية تحاول اظهار هذه الشركة او تلك على انها الافضل، رغم ان الخلاف واقعا ليس على تحديد ايهما عروضا أفضل بل ايهما تقدم خدمات اكبر للسياسيين، والجدل الواقعي لا يخرج في منطلقاته عن ذلك... قبل ايام حدثني صديق لي يعمل في احدى شركات النفط وقال لي بأن عمل الشركات الصينية عادة ما يكون ضعيفا لأنهم يقدمون عطاءات منخفضة ويتعاملون مع جهات فاسدة تستلم منهم العمل المنجز وان لم يكن مطابقا للمواصفات، وحتى الكوريين كما قال لي ليسوا افضل حالا من الصينيين، فهم يستفيدون من حالة الفساد وضعف الادارة في البلد. برأيي أن مشروع ميناء الفاو لا يمكن ان ينجز ولن ينجز ما دام النظام السياسي الحالي موجودا، واي ضغط لانشاء الميناء فانه لن ينتج الا حالة شكلية تهدر فيها اموال هائلة دون اي نتيجة.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات