آخر الأخبار

الثورة السياسية القراءة الطائفية (2)

 

 


 

عز الدين البغدادي

 

اندلعت الثورة وأخذ كثير من الدول والأحزاب والشخصيات مواقفهم من نظام بات على وشك السقوط ولم يعد ممكنا ان يأخذ أحد موقفا مؤيدا او داعما للنظام. وكثير من المواقف ارتكزت على رؤية طائفية مراهقة، وإن كان النظام يتحمل جزءا كبيرا من هذا فرغم ان النظام علماني إلا انه اخطأ كثيرا بوقوفه المبالغ فيه مع إيران وذهب معها بعيدا بشكلٍ تجاوز الموقف السياسي الى موقف أكثر عمقا اجتماعيا، وكانت هناك ثقة مبالغا فيه بالمحور الإيراني دفعت سوريا ثمنه باهظا.

 

بالنسبة للحركات الدينية فان اتخاذ مواقف طائفية مفهوم، لأنها تفهم الأمور من خلال الرؤية الطائفية المسمومة. الا ان الغريب هو ان كثيرا من الاتجاهات القومية ومنها البعث العراقي (جناح الدوري) اخذوا موقفا مؤيدا للثورة ضد النظام، رغم ان النظام السوري فتح أبوابه لهم ووفر لهم الأمن في وقت لم يكن ممكنا لأي دولة ان تستقبلهم. بل تحول هذا الموقف الى ثقافة عامة في الأوساط السنية وكان الانتقاد المتكرر لإيران في الأوساط السنية في العراق وحلفائها يختصره سؤال "لماذا تدعمون بعث سوريا وتحاربون بعث العراق"؟ رغم انه منطقيا يفترض ان يكرر نفس السؤال عليهم ويقال: ""لماذا تدعمون بعث سوريا وتحاربون بعث العراق"؟ وهذه هي مشكلة الطائفية ونتائجها الكارثية عندما تنظر الى حدث كبير في سوريا شاركت في انتاجه كل القوى الرجعية من منظار طائفي، وعدم إدراك الأسباب الحقيقية للحدث ولا النتائج المترتبة عليه.

 الثورة السورية: الدوافع والنتائج (1)

هناك جهات قومية عجزت عن تفكيك بين الرؤية الإيرانية والسورية، وجهات لم تنظر الى المصالح القومية والوطنية لبلدانها على الأقل، فكررت خطأها مع العراق. أما أحزاب الإسلام السياسية فبعضها كان ينظر الى الأحداث من زاوية "نظرية التمكين" و "تطبيق الشريعة" وهناك من نظر إليها من خلال الطائفية بكل بساطة نوع مدمر "الغباء" لأن المصاب به يفهم الأمور من خلال ثنائية "السني- الشيعي" وليس من خلال المصلحة العامة، وقراءة الأسباب والنظر الى موازين القوى ومآلات الأمور ونتائجها وتأثيراتها المستقبلية على المجتمع والدولة.

 

انا اعتقد ان هناك مؤامرة فعلا على سوريا لكن هذا لا يبرئ النظام من مسؤولية أخطائه، فأنا اعتقد ان القوى الكبرى المعادية لا تصنع حدثا لكنها تستثمره لصالحها، لا اتهم الثورة فانا اعتقد ان أصل انطلاقها كان مبررا لكن للأسف جرت الأمور الى الشكل الذي النتائج المدمرة التي وصلت إليها للأسف.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات