نصر القفاص
أتابع الحرب في أوكرانيا بالعين والعقل.. وينزف قلبي وعيني.. أرى
أمريكا وأوروبا في حالة هيستريا دفاعا عن شعب يرونه متحضرا تحول إلى لاجئين.. وهم
أنفسهم الذين شردوا الشعب الفلسطيني بدم بارد.. بل شطبوا فلسطين وأقاموا إسرائيل بأسلحتهم
وقانونهم الدولي.. وهو الغرب نفسه الذي أخذته الهستريا يوم ان قررت مصر استعاده
حقها في قناة السويس.. تحالفت فرنسا مع إنجلترا وإسرائيل وهاجموا مصر.. شردوا
وقتلوا ودمروا في مدن القناة، وقالوا أنهم يفعلون باسم القانون الدولي.. حاصروا
مصر اقتصاديا حتى رحل عبدالناصر.. واليوم يحاصرون روسيا، ويطالبوننا ان نبكي على
لاجئين خمس نجوم.. مع ان ضميرهم لايهتز على لاجئين من فلسطين لأكثر من سبعين سنه..
اللاجي الأوربي يستحق توحد أوربا مع أمريكا ويفرضون على باقي دول العام الوقوف مع
أوكرانيا.. لكن اللاجئين من فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن عليهم أن ينتظروا
ضمير أمريكا والغرب.. فهذا الضمير مشغول بالبترول وثروات المنطقة.. أمريكا مع
بريطانيا وباقي دول الغرب جاءوا من أقصى الدنيا ودمروا العراق.. غادروا بعد فخخوها
بديمقراطيتهم.. المهم هو البترول.. وجاء الناتو بدعم عربي لتدمير ليبيا.. وفروا كل
الظروف المناسبة لتدمير اليمن.. لم يهتز لهم جفن او تنعقد المفوضية الأوربية
والبرلمان الأوربي.. لم نسمع ان سيد البيت الأبيض ذرف حتى دمعه.. والسبب ذكره إعلامهم
عبر مراسل CNN الذي ذكر بوضوح ان اللاجئين مستويات.. اللاجئ الأوربي يستحق كل
هذه الهستيريا ضد روسيا.. واللاجئ العربي نتركه في رعاية أهله من العرب.. هؤلاء
المشغولين كل بنفسه وسهراته وحفلاته.
أتابع مشاهد تثير الألم في نفسي على نساء وأطفال وشيوخ يبكون في
ذهول.. ذاكرتي تستعيد ما حدث لأهلي في دير ياسين وبحر البقر وابوزعبل وصابرا
وشاتيلا وبغداد وبنغازي.. وما يتعرض له أهلي في غزه والضفه واليمن وسوريا.. هؤلاء
بشر واولئك بشر.. تدمير أوكرانيا مفزع.. وتدمير فلسطين ومدن القناه والعراق ولبنان
وليبيا وفلسطين مفزع.. كما أن تدمير روسيا أيضا مفزع.. ويوم ان ظهر بيننا من احترق
لأجل توحيدنا.. حاربوه وتآمروا عليه ثم أطلقوا كلابهم على سيرته بعد رحيله.. كانوا
يرون في عبدالناصر ديكتاتور.. واليوم يرون بوتين ديكتاتور.. فكل من يعتز بتاريخه
وأمن بلاده القومي ويبني بلاده.. هو ديكتاتور في رأيهم.. الخاضع والخانع الذي يسلم
ثرواته ومقدراته لهم ينال شهاده بأنه ديمقراطي.
أمريكا والغرب هم الذين يصنعون الديكتاتور وينادون بالديمقراطيه..
فالديمقراطيه عندهم فقط.. لهم فقط.. القانون قانونهم وحقوق الإنسان بضاعتهم.. لذلك
سنبقى على الهامش كما أرادوا.. يمكننا أن نحول بلادنا الي ملاهي وملاعب وقاعات
مؤتمرات.. لكن لا يمكننا أن نسألهم.. لماذا لم تعاملوا ضحاينا في فلسطين ومدن
القناه وبحر البقر وبغداد وبنغازي ولبنان وصنعاء والصومال.. كما تتعاملون مع
الضحايا في حرب أوكرانيا.. ثم تطلبون منا ان نقف معكم ضد روسيا.. اعتقادي ان هذا
لا يفعله غير الذين فقدوا الذاكره والضمير.. لان ما فعلته روسيا معنا دفاعا عن
حقوقنا يصعب نسيانه.. والمفارقه ان روسيا واوكرنيا كانوا وقتها تحت علم واحد..
مزقته أمريكا ومزقت الاتحاد السوفيتي وتدير عمليه إشعال النيران بينهم.
كنت اسمع أغنية " لموا الكراريس" بصوت شاديه وكلمات صلاح
جاهين.. تذكرت أطفال بحر البقر، والشاشه تعرض أمامي هيستريا الغرب ضد روسيا.. وقررت
العوده الى كتب التاريخ لأرى وجه الشبه بين ما حدث ضد مصر، وما يحدث ضد روسيا..
ولا عزاء لخدم الاستعمار!!
0 تعليقات