محمود جابر
فى يوم 20 فبراير بس التلفزيون الاثيوبى احتفالا ببدء تشغيل توربينات سد
النهضة الاثيوبى، كان الاحتفال يضم رئيس الوزراء ابى احمد وحكومته، وقد قصد أبى
احمد ان يرسل رسالتين الى دولتى المصب ( مصر- السودان) الرسالة الأولى هو إصرار إثيوبيا
على العمل بشكل أحادى مستهينا بكل القوانين والمعاهدات والاتفاقات والمعاهدات
الدولية والمجتمع الدولى، بما فى ذلك اتفاق 1902والذى ينص على أن ارض منطقة بنى
شنقول المقام عليها السد أرضا سودانية .
الرسالة الثانية: هو خروج إثيوبيا من أزمتها الداخلية والحرب الأهلية التى
تشهدها واستقطاب عدد من معارضيه بأنه يقوم بما ينفع الدولة الإثيوبية وبذلك يصدر أزمته
لدولتى المصب وعدم اتخاذهما موقف فى مواجهة ما يقوم به من تصرف أحادى مستهين بهم
وبقدراتهم . وكأنه يخرج لسانه للجميع .
جزء كبير فى عدم رد الفعل المصري والاثيوبى هو التأكد من كذب البروباجندا
التى يقوم بها ابى احمد المأزوم داخليا، فقد رصدت محطة الديم السودانية الواقعة
على النيل الأزرق عند الحدود مع اثيوبيا فى الفترة من 20 – 27 فلم تسجل المحطة اى
زيادة فى المناسيب على الإطلاق، ولو تم تشغيل التربينات لزادت الكمية الواردة من
المياة، لكن كمية التدفقات كما هى، فكل ما أراده ابى احمد هو ما أوردناه سابقا.
حيث من المعلوم ان مشروع السد فى أساسه ليس مشروعا تنمويا بقدر ما هو مشروع
سياسيا تستهدف منه اثوبيا كسر إرادة الإقليم والتسيد عليه، ورسالة ابى احمد الأخيرة
قصد منها توحيد ما يمكن توحيده من الفرقاء فى إثيوبيا وإضعاف خصومه فى الداخل بالإضافة
الى تصدير ازمته للخارج، وبالإضافة لما تقوم به إثيوبيا من فتح أبواب الاستثمار فى
السد للعديد من الدول الخارجية كالصين وروسيا وغيرهم من اجل ان يكون السد قضية
دولية متشابكة بين الدول ويصعب حلها أو التصدى لها، وخاصة ان السد يعانى مشاكل
فنية وفى مستوى الأمان الانشائى وما يمكن ان يترتب عليه من مخاطر إقليمية وعلى
دولتى المصب .
وفى النهاية يمكن ان نوصف ما قام به ابى احمد بأنه محاولة ضمن محاولات
متعددة لفرض إرادته على دولتى المصب والتصرف بشكل منفردا ومن جانب واحد وفرض سياسة
الأمر الواقع، فى ظل عدم وجود اى اتفاقات تنظم عملية الملء او التشغيل ومستهينا
بكل المخاطر التى تهدد السودان الدولة الجارة والتى على أرضها تم بناء هذا السد .
ولكن ما ينساه ابى احمد أن السودان يستضيف عدد كبيرا من اللاجئين الإثيوبيين،
والذى يمكن ان يستعين بهم السودان فى ازاحة ابى احمد فضلا عن قضية ارض الفشقة وارض
بنى شنقول، المعركة على السد الحبشى ورغبة السيادة الإثيوبية على دول الحوض لن
تنتهى، وكل أكاذيب المأزوم داخليا لن تنفعه ومواطن الضعف لديه تفوق مناطق القوة ....
ولكل اجل كتاب
0 تعليقات