علي الأصولي
للمثقف العراقي نشاط ملحوظ في أروقة المتنبي بين أوراق قصة الحضارة
وعصور التنوير، كثير الخيال والتخيل أمنياته ترجع للقرن الثامن عشر، يقرأ كثيرا عن
محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والكواكبي وسلامة موسى ومعروف الرصافي بالإضافة
لصدقي الزهاوي وليس آخرهم مصطفى لطفي المنفلوطي، ومع قراءة تجارب هؤلاء الرجال
ورسائلهم غير أن روحه معلقة بالماركيز دي كوندرسيه متمنيا أن يجد له مثال وان كان
عربيا، الكاتب علي حسين سأل نفسه أو بالأحرى سأل متابعيه هل نحن بحاجة الى "
كوندرسيه " عربي!
لا شك بأن الكاتب يتمتع وبحسب متابعتي لمتصفحه بروح موسوعية وثقافة
واسعة النظاق وقلم ماتع يوظف كبريات القصص المأثورة في عصور التنوير لمحاولة
وإعادة التجربة الأوربية ولكن بنسخة عربية شرق أوسطية، علي حسين يكتب وفق طريقة
السهل الممتنع، هكذا عرفته من خلال كتاباته.
عبثا يحاول كاتبنا علي حسين وهو يبحث في أوساط أنصاف المثقفين وأشباههم
عن ديكارت أو كانظ أو فولتير فغاية هم المثقف العراقي والمثقف العربي هو الاهتمام
بقراءة جريدة مع كوب قهوة أو نسكافيه جاهدين أنفسهم بحل الكلمات المتقاطعة في
الصحف الحكومية التي أشبعوها شتما في مقاهيهم وبالتالي إذا صادفهم مشكل هرعوا إلى
مضايف العشائر التي تفتح جبهات من الرصاص لأقل مشكلة،
هذا المثقف مع أنه كثيرا ما يلعن التاريخ والفتوحات وكثيرا ما
يستهجن السبي والعبيد تجده عارضا قلمه في مزاد النخاسين،
لم أكتب هذه الأسطر إلا أن أذكر الكاتب بأن كوندرسيه لا يوجد إلا
في التاريخ الأوربي فحاول أن تبحث عن مخلص من تاريخك وحاضرك يعرف ظروفك وملابساتك
بعيدا عن وصايا الكنسية ومحاكم التفتيش ..
0 تعليقات